محمد البخيتي يبشر اليمنيين بولاية العلم السيد المستمدة من تفويض الهي، يهزأ من سؤال مذيعة قناة "الجزيرة" ومن ضيوف حلقة الأمس، بل ومن عقولنا فيرد: نحن لا نخشى أمريكا أو بريطانيا أو مجلس الأمن وذلك لأننا محتمون بولاية الله" بالطبع يقصد بولاية الله حُكم السيد وعترته الميامين الأنقياء وبحقهم في الخمس من الغنائم!! .
يا محمد يا بخيتي, الناس لم تتقبل فكرة الخلافة الإسلامية - على ما فيها من تفتح وتحضر وذوبان للعرق واللون واللغة - وإذا بك تبشرنا بولاية الفقيه بما هي من دلالة ورمزية محتقرة لعقولنا وآدميتنا وتاريخنا وإنسانيتنا.. هذا إذا استثنينا حقيقة أنه ما من دين إلَّا وجوهره العدل والمساواة والحق واحترام العقل وكرامة الإنسان وسواها من القيم والمبادئ العظيمة التي غفلها أو تجاوزها دعاة الولاية أو الخلافة .
ليس ديناً هذا الذي يحتقرك أو يستعبدك أو يضعك في منزلة الأراذل والمنبوذين والمهمشين، لو أن إبراهيم بن محمد رسول الله عاش وخلف أبناء وأحفادا لما تم مبايعته كفقيه أو خليفة، ليس للمسألة علاقة بمحبة أو كراهية وإنما لأن رسولنا الكريم أعظم وأنزه من أن يورث الحكم لأبنائه أو عشيرته، ألم يقل فيلسوف اليمن وشاعرها ومؤرخها وأميرها نشوان الحميري :
حصر الإمامة في قريشٍ معشرُ ..هُم باليهود أحقُّ بالإلحاق
جهلا كما حصر اليهود ضلالة ..أمر النّبُوَّة في بني إسحاقِ
وفي رأيه بمن هم آل البيت في رد على الحسن الهبل القائل :
آل النبي هم أتباع ملته ..من مؤمني رهطه الأدنون بالنسب
وعندنا أنهم أبناء فاطمة ..وهو الصحيح بلا شك ولا ريب
فرد نشوان الحميري :
آل النبي هم أتباع ملته .. من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا قرابته .. صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
حين اشتد الخلاف بين المنصور والعلويين القائلين بحقهم في الخلافة، فمحمد النفس الزكية وأخوه إبراهيم حاولا إثبات حقهما في الحكم باعتبارهما من نسل علي وفاطمة وأنهما حفيدا رسول الله فما كان من المنصور إلا أن رأى أن العم أقرب من أبن العم .
أسأل البخيتي : ما الفارق بين ولاية الله وخلافة الله؟ بين شريعة قائد المسيرة القرآنية وشريعة زعيم الدولة الإسلامية؟ بين أن يكون الخليفة قرشيا أو هاشميا؟ أليس في الحالتين افتراء على الله وأنبيائه ورسله المبعوثين لهداية البشرية، كما وأعد الحديث عن ولاية الله المتجسدة بحفيد رسوله بمثابة اجتراء لماض بليد محتقر للآدمية الإنسانية .
محمد علي محسن
البخيتي وولاية الله!! 1660