;
فؤاد الفقيه
فؤاد الفقيه

اليمن بين خيارات التسوية والفوضى وحسابات الداخل والخارج 1111

2015-03-04 13:15:02


خيارات متعددة وأهمها خيارات حرب أهلية إما محدودة تغامر فيها قوى الانقلاب باجتياح أي من عدن وتعز ومأرب.. أو شاملة وتكون نتيجة تقرير بقية القوى إيقاف محاولات الانقلابيين في اجتياح أي من المدن السابقة, فترد باستهداف كل نقاط تمركز الانقلابين في المحافظات الأخرى وتتدخل فيها معسكرات موالية لهذا الطرف أو ذلك وهو مستبعد في الوقت الراهن..

 وأما الخيار الآخر وهو خيار توصل الأطراف إلى اتفاق حول مكان الحوار وممارسة ضغوط دولية لإيجاد حل يتضمن مرحلة انتقالية ثانية بتوافق كل القوى السياسية ولكن تطبيقه على الواقع سيخضع لعدد من الحسابات الداخلية والخارجية.

تأثير الصراع الإقليمي

لاشك بأن اليمن أصبحت محطة صراع دولية وإقليمية جديدة إما بحثا عن النفوذ أو الثروات ولعل الاستقطاب الدولي أفرز متصارعين أساسين في اليمن هما إيران وحلفاؤه الجدد الغربيين من جهة والخليج وتركيا ومصر وباكستان من جهة أخرى.. والشيء الحتمي أن أمريكا ترغب في بقاء الحوثي وسلاحه في شمال الشمال فزاعة لابتزاز السعودية والخليجين وتسايرها فرنسا برغبة في زيادة مصالحها في الاكتشافات النفطية والغاز في الشمال والجنوب وهو ما يؤكده تباطؤ المجتمع الدولي في اتخاذ قرارات حاسمة وقوية ضد الانقلاب وممارساته ولولا تفاهماتهم مع إيران لاتخذت مواقف أكثر حسما حتى خارج إطار مجلس الأمن والبند السابع ولكن يعول كثير من اليمنيين على قدرة الأشقاء الخليجين على تغيير النهج الأمريكي بفعل إغراءاتهم لها أو التلويح بتحالفات قد تضر بمصالحها في المنطقة..

حسابات الخسارة والربح

التساؤل في حالات الحرب أو التسوية السياسية من الرابح والخاسر وهنا لاشك فيه أن خيار المجازفة بالحرب والمزيد من التوغل في المحافظات وخاصة تعز ومأرب سيكون الجميع خاسرا سواء المنتصر أو المهزوم لأنها ستكون حرب استنزاف لكل المتصارعين وفي حالة فشل الحوثي وصالح بهكذا مغامرة فحتما سيقوى موقف هادي والحراك وسيضعف شعبية المؤتمر في المحافظات الجنوبية والجند وسبأ وسيقدم دفعة للإصلاح وحلفائه وفي حالة تحقيقه نجاحات تذكر سيقوم صالح وحلفاؤه برسم مستقبل المرحلة الانتقالية الثانية على حساب خصومهما وعلى رأسهم الإصلاح وهادي..

أما في حالات التسوية السياسية وموافقة صالح والحوثي على خارطة طريق خليجية جديدة للمرحلة القادمة فإن الجميع سيحقق مكاسب وبأقل الخسائر وستتيح التسوية السياسية لصالح والحوثي الحفاظ على مكاسبهم مقابل رفع المظاهر المسلحة ولو ظاهريا وترك حكومة الإنقاذ القادمة على أرضية مخرجات الحوار والتي ستحفظ لبقية المكونات السياسية الوجود في العملية السياسية وإيقاف مسلسل استهدافها وقواعدها ومقراتها وأنشطتها..

أما الحراك الجنوبي فحتما بالتسوية السياسية سيحققون مزيدا من الأوراق والمكاسب ولكن التساؤل: من سيستثمر هذه الأوراق هل هادي أم معارضة الخارج أم قيادات الداخل أم الحزب الاشتراكي..

الأسئلة الهامة

ثمة أسئلة تسهم للمراقب فهم مستقبل إما العملية السياسية أو انفجار الأوضاع ومنها:

 هل وصل الخليجيون إلى قناعة حقيقية بدعم الأطراف المتحالفة ضد الحوثي ومن بينها الإصلاح.. وما هي الحدود التي سيدعمون بها هذا التوجه وهل هناك سقف يحددونه لكل اللاعبين في مواجهة التمدد الحوثي ما بعد تقليم أظافر الخطر الإيراني؟..

والسؤال الثاني هل أمريكا وحلفاؤها الغربيون سيمضون في سكوتهم على الدور الإيراني ويتسببون بتأزيم اكبر في تأزم الموقف بمغامرة اجتياح للجنوب أو مأرب وتعز لعلاقتهم مع الخليجيين؟..

والسؤال الأهم: هل المرحلة الانتقالية الثانية ستكون بالأدوات والمرجعيات الأولى وبالتالي ستكون مجرد ترحيل للأزمة فقط؟

والسؤال الرابع ماذا ترسم إيران لحلفائها في اليمن هل الدور السوري أم الدور اللبناني؟

والسؤال قبل الأخير هل القوى السياسية الأخرى سترضى في حال التسوية السياسية بلعب دور الكمبرس والثانوي وهل هم قادرون في حال عدم قناعاتهم بمخرجات التسوية على توجيه ضربة شعبية وعسكرية للانقلابيين تقنع الداعمين الإقليمين والدوليين باحترام إرادة الشعب وثورته وبالتالي إرغام صالح والحوثي على شروطهم والقبول بمقررات الحوار الوطني وما تم الاتفاق عليه بعيدا عن لغة القوه القاهرة والأمر الواقع التي يفرضها؟!..

وأخيرا.. هل صالح برفضه نقل الحوار وشرعية هادي وإصراره على تمكن الحوثي من معسكرات الدولة كما في الصباحة ماضي في تحالفه مع الحوثي وإيران وسط رضا أمريكي غير أبه بتحذيرات الخليج والسعودية خصوصا كونها اللاعب الدولي الأهم وبالتالي مواجهة مفتوحة معهم أم انه يلعب على الحوثيين باتفاق مع الأخيرة بحيث يجرهم لمعركة في مأرب مثلا ويغدر بهم بمستنقع يمتص كل قواتهم في مواجهة مع كل خصومهم في مأرب وغيرها قد تعيدهم لمربع ما قبل عمران ويبرر تراجعه بالضغوط الدولية ووقوعه تحت وطأة العقوبات سيدفعه الثمن باهظا..

خلاصة

لا حرب مفتوحة ولا اتفاق ناجز..

شكله السيناريو الذي ترسمه أطراف دولية حتى تستوفي حصتها من المكاسب في اليمن ودول الإقليم وهذا السيناريو سيكون له آثار كارثية على الاقتصاد اليمني والنسيج الاجتماعي والحريات العامة..

ما لم تتدارك القوى السياسية الداخلية أحزاب وقوى اجتماعية وعسكرية وتبحث عن مخرج آمن للجميع إما باتفاق تسوية أو تكاتف الجهود ولجم جماح المتهورين والمغامرين..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد