هو كذلك.. "سام" وفتاك وساحق، وصلب، وراسخ ومؤلم... "سام الغباري" ومعه قلمه وفكرة وحبره النقي القادم من أفياء محافظة ذمار البردونية الأبية يناور في فضاء العالم ويرسم ملامح وطن كان ضمن خلاصة مقرراته الوجودية الوطنية وحصيلته المعرفية المهولة.. لقد دار الزمن دورته فأنتج "سام" ومعه إبداعه الملهم وأحلامه التي فقأت أعين الحقد، وأدمت القلوب الرمادية..
الزميل سام الغباري يختطف بغتة من أمام منزله وبين أطفاله في مدينة ذمار من قبل بشمرجة ومليشيات مدججة بالرجال والعتاد وبطريقه مهينه.. اقتادوا الرجل وتم التحفظ عليه وإخضاعه لصلف وعنجهية قطاع الطرق ودعاة البغي السياسي وغلمان السيد..
لم يرقهم سيرته العطرة وبياض حبره وعنفوان موقفه المبدئي.. "كيف هذا!!!" وهو من عرى ادعاءاتهم الكاذبة وفضح زيف جماعتهم وكشف حقيقتهم على الملأ.. هذا قلمك يا سام يحفر أخدود نهايتهم، ويصور تفاصيل وجوههم البشعة.. لقد أوجعهم تأثيره.. سهامه الفولاذية مزقت أردية زيفهم.. أفزعهم هديره الصاخب وصوته الجهوري النفاث.. أرعبهم صريره.. يا سام هذا قلمك كابوس يقظ مضاجعهم ومارد يطاردهم في أعماق جحورهم.. انه شبح متوغل في دماءهم؛ لذا اجتمعوا وخططوا ودبروا وحاكوا نسج المؤامرة... قاموا بحملة مدججة محشوة بشتى أنواع الأسلحة لغرض أسر واعتقال كلماتك ومحاكمة ألوان مدادك.. أرادوا هتك كبرياء قلمك الشامخ وتركيع وجودك السامق السامي.. حاولوا انتزاع سر النكهة العظيمة في كتاباتك.. ساوموك وراهنوك، وهددوهم وفي النهاية غطى حبرك أبصارهم واجتراح بصيرتهم وحطم كبرهم وكسر شوكة غطرستهم.. كنت العصفور الأنيق الذي حلق في سماء الحرية وخرج مهرولاً من نافذة المؤتمر الشعبي العام، وواصل التحليق في ربوع الوطن ينشر أنسام الحرية ويوزع ألحان الصمود والتحدي كسفير للمحبة ومندوب للكرامة وقائم بأعمال الحب والتسامح..
أنت مبدع بلا حدود وقامة وطنية عملاقة ورصيد قومي يفخر به الوطن.. يا العار والذل والمهانة.. "سام الغباري" أحد الكوادر السياسية والإعلامية النشطة وصاحب القلم الرائع يختطف في رابعة النهار.. أية لعنة أصابتنا وأي قبح يطارد وجودنا المسخ.. أين نذهب من مساءلة الأجيال وهي تحاكم ذلنا ونكوصنا..!! ماذا نقول؟؟!! أنجرؤ على قول الحقيقة ونعترف بأننا خذلنا سام وسفينته وتركناه عرض البحر صيداً ثميناً للقراصنة وطفقنا مشدوهين ذاهلين لا نقوى على فعل شيء.. أحببناك يا سام وعشقنا كل ما تكتب وبات حبرك ترياقاً لأوجاعنا، ودواء يعالج جراحاتنا، بل إن ما تكتبه جرعة أمل تقذفه كل صباح عبر نافذة اليمن اليوم إلى واقعنا البائس فتصنع بصيص أمل ووميض، ومسار ضوئي للمستقبل...
نشوان النظاري
قلم سام جداااااً 2038