يطلون علينا كل مرة كأنهم أوصياء على الشعب اليمني, تارة يتحدثون عن العزة وتارة أخرى عن الشفقة به، استخفاف فاضح فيما الشعب موجع من ممارستهم وشباكهم كل يوم، يعاني من الالغام الذي يزرعونها في طريقه منذ لغم صعدة بحروبها الست الذي وضعه صالح ولغم حرب 94م الذي وضعه هو أيضا وألغام أخرى تتضح يوما بعد آخر, منذ خروج صالح المخزي من الحكم, حضرت الفوضى كثيرا وساد الخوف وبرز الرعب, هذا يؤكد أن شهية الرجل لازالت تواقة للبقاء في الحكم كثيرا، يتحكم في كثيرا من الألغام ويفجرها متى شاء في الوقت الذي يريده, لأنه بذلك يوجه رسالة للشعب أن عهده كان السلام والأمن وأن من أتوا للسلطة فشلوا.
عانى الرئيس هادي منه كثيرا، عانى من تجذره الأحمق وسيطرته المستمرة على المؤسسات الذي اختزلها باسمه, فقد فجر لغم عمران وتلاه لغم صنعاء متحالفا مع السيد الذي أضحى صديقا ودودا له وما يؤكد ذلك دون التجني أن موقفهم السياسي يتوحد من حيث التصريح والبيان، صالح ترك صنعاء غابة تسكنها المليشيات مسقطا أسطورة جيشه الذي بني، ولو أن صالح بنى دولة مؤسسات لما وصلنا إلى هذا الحال حتى وإن غادر السلطة ستبقى المؤسسات متماسكة وقوية تعمل من اجل الوطن وسنهتف جميعا سلام الله عليه، لكنه بناها على أساس حكمه وشخصه وهكذا أصبحت متهالكة..
أطل بحديثة عن المهرولين إلى عدن وعن الطريق الذي وضعها لهم مؤكدا انه وراء ما يجري من فوضى يدبرها من اجل البقاء أو التمهيد لنجله مستخفا بالشعب، وتطرق إلى أن المهرولين نهبوا الوطن وتناسى فترة حكم 33عاما من الفيد وشراء الذمم الذي ظل جاثما على صدر هذا الشعب..
صالح يعيش فترة من الغفلة والإفلاس لأنه لا يدرك أن المعادلات تغيرت والحيل والأكاذيب انكشفت، فالإصلاح والقبيلة ومأرب والجوف والبيضاء وتعز وإب كانوا في صفة في صيف94م لكن في2015م الذي يتحدث عنه سيكونوا جميعا في وجهه ومشروعه المفخخ.
صالح يتهرب ويغض الطرف وهو يدرك أن جبهة المؤتمر توزعت بين الحوثي وهادي والجنوب، وعليه أن يتذكر أن الشعب فهم ولم يعد يطيق خطاب التضليل والترويض الذي تعود أن يطل عليه مبررا الفشل الذي يعد شريكا فيه, لكن مشكلته أن شهية البقاء تحضره في الأحلام والتفكير وهذا هوس يقوده إلى مغامرة المجنون في وقت لم تعد تجدي الحيل..
ومثله عبدالملك الحوثي يطل بخطاب مليء بالمتناقضات تارة يتحدث عن الارتهان للخارج فيما هو يقترب من الحضن الإيراني الذي لم يعد غريبا على احد فالتصريحات الإيرانية أضحت واضحة بالشأن اليمني وأصبحت جزءا من المشكلة.. زعيم الحوثيين أيضا يتحدث على وتر الثورة والشعب, فالثورة الذي يتحدث عنها هي بالأصل مجموعة من القيم والأخلاق.. الثورة أبجدية تحمل معاني الحب للبسطاء والمقهورين, الثورة تحول في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية,الثورة بناء وعمران, الثورة ليست التحالف مع قوى الفساد والاستبداد,الثورة ليست الارتهان للخارج الخليج وتركيا أو إيران,عندما تكون الثورة مستوردة تفشل لأنها غير مستوحاة من الشعب...
أنا مع الثورة الذي تأتي من وسط الشعب وهمومه ثورة بعيده عن الفلل والفنادق والترف,أما القمع والاختطاف ومنطق القوة والمنع والاهانة للمعارضين ومحاصرة الصحف والتحالف مع الظلم فليست بثورة..
زعيم الحوثيين يتحدث عن مشروع سيقوده فيما نجد مشروعا على الأرض حمل سلاحا وحاصر مؤسسات الدولة واعتدى على ناشطين واختطف صحفيين وأقصى.. ويتحدث عن مد يده للشركاء فيما الإعلان الدستوري يقصي الجميع ويضع اللجنة الثورية هي الآمر والناهي ولا صوت يعلو فوق صوتها,لا يريد الشعب نقل خبرات استخدام السلاح وفرض القوة,الشعب يريد بناء دولة مؤسسات وفتح معامل وجامعات وإبقاء المظهر الحضاري للوطن،لا نريد الارتهان للخارج كما لا نريد التحدي بمنطق القوة ونتمنى الوفاء بالالتزامات من تنفيذ مخرجات الحوار و اتفاق سلم وشراكة وغيرها, الشعب يتحدث عنه الجميع زعيم الحوثيين والرئيس السابق صالح والمكونات السياسية, فيما الشعب بعيد عن الجميع لأنهم لم يقدموا له شيئا طوال فترة حوارات موفنبيك، سوى مرحلة فيد وإلهاء وتخدير لم تأت أكله بعد ويكفينا مزيداً من ألوان التشظي..
صالح المنصوب
ألوان من التشظي والاستخفاف الحوثي الصالحي 1215