كان لابد للشعب اليمني أن يدرك حجم المؤامرات ويتفهم معاني ومساعي تلك المناورات والمهارات والمكايدات والدورات الترقيعية التي تهدف إلى هدم المعبد الوطني ونسف المصعد الحواري والتوافقي وتوسيع رقعة الحرب والمواجهات الفكرية والمناطقية وتوسيع رقعة الفوضى والانهيار والانحطاط السيادي والمجتمعي واستحداث الترتيبات للانفلات وللانقضاض والتشويه والتحفظ والتخبط والتناقض بين الوقوف مع الشرعية الحقيقية والمشروعية ومع الدعوة إلى مواصلة الحوار والتحاور..
وفي حقيقية الأمر يبدو أن الاسطوانة فارغة ومشروخة على حساب التخوين ووضع العراقيل وضياع الوقت وعلى نفقة التجوير ودعم التشظي وقصد التازيم والتقزيم ونسف ما تبقى من السيادة ومكانة القيادة والإدارة وكل ذلك أصبح في مهب الريح لاسيما والمعنيين بذلك للتحاور وللتوافق هم الغرماء وهم المسؤولين هم المعنيين أمام الشعب مهما اختلفت مسمياتهم وتوجهاتهم وإمكانياتهم المشروعة وأفعالهم المشروخة سواء بتقاعس وتصرفات القيادة المعنية أو بخروقات الجماعات والمليشيات المتطرفة وربما الجميع أصبحوا يدركون مخاطر المرحلة الراهنة وخصوصا بعد أن أصبحت القضية اليمنية بيد الأوصياء وتحت رعاية الأشقاء والأصدقاء وتحت مجهر المتآمرون والأقوياء فمن خلال تلك المتغيرات يبدو أن الأمور تتجه نحو التحضيرات وصوب الارتهانات التي باتت تسيطر على أرض الواقع سواء كانت في الشمال أو في الجنوب ربما تكون استكمال لتلك المسرحية المكشوفة والمهينة منذ البداية فاليوم ربما تنتهي المسرحية بعد المشهد الأخير بتسليم الشمال للشرق وتسليم الجنوب للغرب على أن يتفقوا الأوصياء وينخدعوا الأوفياء ويحاصروا الأبرياء وتصادر حقوق الأحرار والأغنياء ويطوقوا المعرقلين والمعتدين والمخالفين ويفشلوا ويعيقوا المتقولين والمسيطرين والحكام المخالفين وبعدها يتم دعم العملية الانتقالية بتشكيل مجلس رئاسي بقيادة هادي وتكليف حكومة إنقاذ وطنية وتعديل الدستور الاتحادي ومواصلة تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والتي تتعلق وتتعمق بمراعاة المصالح المشتركة بين قوى النفوذ المحلية والإقليمية, متفقين على طمس الهوية التغييرية وخلط أوراق الدولة اليمنية الاتحادية والمدنية والإسلامية والسياسية والديمقراطية على حد سواء.
فمن هذا المنطلق وحتى لا يضيع الحق وتصادر الحقوق والحريات ينبغي على الغيورين والشرفاء والوطنيون أن يعيدوا النظر ويدركو امساعي تلك المناورات التي ستعصف بالمشروع العام وفي الأخير سيتم التحاور المنقوص وتلبى مطالب المتنفذين والمسيطرين والحكام المغتصبين والمتحالفين لهذا يتبقى فقط الكلمة الأخيرة للقوى المتحفظة والصامتة والنزيهة والشريفة أن تبلور مبتغاها وحقوقها ونضالاتها على الواقع لعلها تحقق بعض المطالب المشروعة التي تلبي احتياجات وطموحات الشعب والوطن والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
القيادة المشروعة والأسطوانة المشروخة..!! 1266