;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

العلمانيون العرب..والانفصام النكد!! 1379

2015-03-16 10:38:14


وما أثار استغرابي هو موقف احدهم كونه عضوا بارزا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمانيين !!

تصوروا (أن هذا الأديب) الذي يفترض فيه رقة المشاعر ورهافة الإحساس ونبذ العنف يقف إلى جانب الانقلاب الدموي النازي في مصر!!

وهذا هو محل استغرابي واندهاشي معا ، لأنه لا يعقل- لمن يحمل معاني الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الجياشة - أن يقف في صف القتلة والمجرمين ومصاصي الدماء، حتى وان كانت تلك الدماء التي أريقت ظلما وعدوانا والأشلاء التي مزقت بلا ذنب هي لكفار(غير المحاربين طبعا) فكفرهم عليهم وحقهم في الحياة محفوظ بنص الشرع، لان الكافر في المقام الأول إنسان له حق الحياة ما لم يعتدي على الآخرين بما يوجب قتله...ولا يعني بأي حال من أحوال الإنسانية (المحضة) أن أقف في صف مجرم سفاح لا يرعوي عن سفك دماء مخالفيه عند تسلطه عليهم، لمجرد اختلافي السياسي معهم..فهذا انفصام نكد بين القول والفعل.

هذا الموقف جزء من مواقف كثيرة رأينا أصحابها يتعرون من مبادئهم– إن كانت لهم مبادئ أصلا – وهم يدافعون عن حكم العسكر في القنوات الفضائية باستماتة لا يحسدون عليها حتى صاروا (هم) والانقلابيين في مصر صنوان .. بل ان ذلك هو انقلاب وقح في معايير الوعي الذي يحمله هؤلاء الأدعياء.

انظروا كيف تجاوز العلمانيون العرب في حقدهم وكراهيتهم ما يحمله الكافرين من حقد وكراهية تجاه الإسلاميين الساعين للوصول إلى مقاليد الحكم.

فبدل أن يستنكروا الأفعال الإجرامية للانقلابيين في مصر من قتل جماعي وأحكام إعدام بالجملة للمئات في محاكمات صورية لم يشهد لها التاريخ مثيلا ..إلا أنهم وقفوا في صف العسكر .

وعلى العكس تماما وقف الكفرة والمشركين ضد تلك الأفعال المشينة حين تحركت إنسانيتهم (السليمة) تجاه ما يحدث في مصر، فاستنكروا تلك الأفعال الإجرامية والإحكام الانتقامية تحت ضغط الوازع الإنساني الذي فقده أبناء جلدتنا من العلمانيين بل وخلعوا عن كاهلهم ثياب الأخوة (الإنسانية) كما تخلع الأنثى ملابسها ولم يفقده الكافرين.. يا للعار!!.

ألم يعلمونا – في سبعينيات القرن الماضي- أنهم دعاة الدولة المدنية التي تحفظ الحقوق والحريات وحق الإنسان في الحياة كونه أنسانا فحسب، وحق المواطنة المتساوية للجميع بغض النظر عن المعتقدات الدينية ؟!

وإذا بهذا الادعاء الكاذب يسقط سقوطا مريعا في أول اختبار لهم لينقلبوا من الضد إلى الضد بوقوفهم إلى جانب الحكم العسكري البوليسي في مصر بعد انقضاض العسكر على أول حكم مدني في مصر منذ ما قبل الاحتلال البريطاني.

كم كان الانقلاب العسكري الأسود في مصر فاضحا لهؤلاء الأدعياء فقد جردهم حتى من ورقة التوت وانكشفت عورات ثقافتهم المزيفة فصاروا كالببغاوات ينافحون عن حكم العسكر ويرددون مقولاتهم في غرائبية بلهاء وقحة تصور مدى ضحالة ثقافتهم وقصر نظرهم وتناقضهم الفاضح حين كانوا ينادون بالدولة المدنية فلما نالوها عن طريق الإسلاميين الذين جاءت بهم صناديق الديمقراطية.. ثارت ثائرتهم وتحولوا إلى أبواق ناعقة لتثبيت حكم العسكر – عيني عينك - لقد ‘كشف القناع عن (وهم) ثقافة العلمانيين العرب ..فقد لبسوا قشرة الحضارة والروح جاهلية...

 ويا علمانيون ضحكت من جهلم الأمم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد