حواء طالبة مستوى ثاني طب بشري، فتاة يانعة, نشيطة, طموحة, متزنة، تمتلك ابتسامة ساحرة, اجتماعية, مجتهدة في تعليمها، حواء فتاة لأسرة محافظة بسيطة كل ما تملك السمعة الطيبة، حواء بنت العشرين عاما هي محل نظر أمهات آدم أينما تذهب، تسعى أمهات آدم أن تجعلها أما لأحفادها وتختلف صفات آدم باختلاف طبيعتهم البشرية فمنهم المغترب ومنهم المتعلم.. الخ، لكن حواء تقف حائلا بينها وبين ذلك السعي.
تراود حواء أمنيات كثيرة منها إتمام البكالوريوس والماجستير ومنها حفظ كتاب الله ومنها شغف الأمومة، تقف حائرة بين تلك الأمنيات وفي داخلها رغبة ملحة في تحقيقها، تدرك حواء أن بإمكانها أن تحقق أكثر من أمنية في وقت واحد، لكن العالم المحيط بها يكاد أن يجعل منها فتاة مذنبة لأنها تقف أمام تلك المساعي المقدمة إليها.
حواء تدرك تماماً ما تريد، تريد آدم أن يختارها بنفسه، تريد آدم المثقف المتزن الجامع لمعاني الإسلام في سلوكه وحياته، ولكنها تعي أن ذلك الاختيار قد يحمل عقبات وتخشى على عفتها من الثقوب، تتراجع في قرار حياتها المصيرية، تفكر حواء بتفاصيل حياتها المحيطة مراراً تعلم بأنها تعيش في عالم لا يدرك إلا قيمة الماركة، في عالم لا يقيم للقيم قيمة، تفكر في عالمها الذي يتعدى محيط أسرتها فتحمل ذنوب الأجداد وذنوب بقايا العائلات المبعثرة، تحمل ذنوب البيئة التي أوجدها القدر فيها فتقرر أنها ليست مجبرة بأن تحقق أجمل أمنيات رحيق شبابها دفعة واحدة، وأن عليها أن تعيش أمنياتها المتاحة وماعدا ذلك ستجعله كالقدر، لن يضيع الله حواء لأنها جعلت من سبيل الوصول إلى أمنياتها الجميلة قرب منه، سدد الله خطاها.
مروى شولق
حواء وصراع الاختيار 1515