لا يمتلك أحد الحديث باسم الشعب، لأن الشعب لم يفوض أحداً, التفويض الحقيقي يأتي عن طريق صندوق الاقتراع ولا توجد وسيلة أخرى غير صندوق الاقتراع يمكن أن تعطي شرعية لأحد، ومن يتحدثون باسم الشعب في الوقت الحالي، ويقولون نحن ممثلو الشعب فهم واهمون. 

كل الأحزاب والتيارات والجماعات هي جزء من الشعب ويحب عليها أن تفهم ذلك وتسعي إلى التوافق فيما بينها من أجل الخروج بالوطن إلى بر الأمن وإجراء انتخابات حرة ونزيهة من يفوز فيها ويحقق الأغلبية المطلقة يحق له بعد ذلك الحديث باسم الشعب، وتنفيذ مشروعه الذى يدعو إليه. فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من قبل طرف على بقية الأطراف لن يحقق أمناً، ولا استقراراً، ولا دولة حقيقة، بل سيؤدي إلى تمزّق وتشظي البلاد , فالقوة لا تصنع انتصارات حقيقية, إنما تصنع انتصارات وهمية سرعان ما تنتهي , الانتصار الحقيقي هو الاتفاق والتوافق عبر الحوار الصادق القائم على الحجة والمنطق

الشرعية

الرئيس عبدربه منصور هادي في الوقت الحالي هو الرئيس الشرعي لليمن، لأنه صعد إلى الرئاسة عبر الصندوق، ولا يمكن إسقاطه إلا بالصندوق , صحيح إنه تم انتخابه في 21فبراير 2012 لمدة عامين حسب ما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لكن وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي نصت علي بقائه رئيساً حتى يتم انتخاب رئيس جديد ومن يقول إن شرعيته قد انتهت فهو يخالف بذلك مخرجات الحوار الوطني.

لذلك على كل القوى الوطنية الالتفاف حول شرعية الرئيس هادي سواءً كان في صنعاء أو كان في عدن والعمل معه من أجل استكمال الفترة الانتقالية وتنفيذ بقية الخطوات التي أهمها الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ولا يمنع ذلك من استمرار الحوار حول القضايا الأخرى من أجل الوصول إلى اتقاق مرضٍ للجميع . وقد أكد على ذلك الرئيس هادي في بيانه الذى أصدره فور وصوله إلى مدينة عدن. السبت قبل الماضي

صندوق الاقتراع هو الفيصل

إننا نمر بمرحلة تاريخية عصيبة تقتضي منا جميعاً العمل للوطن بتجرد بعيداً عن الولاءات والانتماءات الضيقة, إن الوطن مهدد بالتشظي، و التمزق والانقسام والحرب الاهلية ولا سبيل لإنقاذه سوى بالحوار البناء والعمل على تنفيذ ما جاء في وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل التي جاءت نتاج حوار بين مختلف القوى الوطنية, واتفاق السلم والشراكة الوطنية بعيداً عن الاستقواء، ومحاولة فرض الأمر الواقع، فالوطن وطن الجميع، ومن حق الجميع أن يعيشوا فيه بسلام ووئام، وصندوق الاقتراع هو الفيصل بين الجميع.

المستبد

المستبد لا يؤمن بالتـــــعايش ولا بالقبول بالأخر ,لذلك يصف أي حـــــــــراك ضده بانه مؤامـــــــــرة .