تحل علينا ذكري جمعة الكرامة التي راح ضحيتها أكثر من 58 شهيدا من خيرة شباب اليمن ليس لهم ذنب سوى أنهم حلموا بمستقبل وطن، سالت دماءهم فأشعلت وهج الثورة وبات من المؤكد سقوط النظام بعد أن سقطت أخلاق وقيم من خطط ونفذ لمذبحه الكرامة.
أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله، تمر بخيالي كل جزئياته، أتذكر ذلك الجدار والنيران تشتعل من فوقه وبجوانبه، الذي ظن من بناه أنه سيوقف اتساع خيام شباب الثورة وستتوقف أحلامهم عند هذا الجدار ، لكنه انهار الجدار وانهارت معه أحلام الطغاة.
تمر بخيالي تلك المشاهد المروعة والرصاص ينهمر كالمطر علي رؤوس شباب الثورة من فوهات بنادق تلك العناصر المأجورة ظنًا منهم أن الثورة ستتوقف بهذا الفعل القذر، تمر بمخيلتي تلك المشاهد المروعة وأنا أشاهد عبر الفضائيات فرق الإسعاف تنقل عشرات الشباب مابين شهيد وجريح ، عندها انتابني شعور أن الثورة أخذت منحا جديدا وبعداً آخر لكن لم يخطر ببالي ماحدث.
بعدها بثلاثة أيام وتحديدا مساء يوم الاثنين 21مارس2011م سمعت صوتا غير مألوف لدي ولم اسمعه من قبل، لم اتوقع ان اسمع ذلك الصوت الغريب علي وعلى شباب الثورة ؛ لانه لا يظهر ولم يتحدث لوسائل الإعلام من قبل، رأيته على قناة الجزيرة وهو يقول: "نعلن انضمامنا لثورة الشباب السلمية"، وبصوتٍ متقطع وبنبرة صادقة، أنه صوت القائد العسكري الكبير علي و الأحمر، عندها لم أكد اصدق لولا أني أشاهد صورته على قناة الجزيرة وهو يعلن انضمامه الذي غير موازين المعادلة لصالح الثورة، يوم انضمام علي محسن للثورة.
بالنسبة لي يُعد ذلك اليوم يوما تاريخيا من أيام حياتي التي لن أنساها، أصيب المخلوع بهستريا حينما سمع انضمام علي محسن للثورة؛ لانه يدرك حجم الرجل وماذا يعني انضمامه للثورة ، ثم توالت الانضمامات إلى صف الثورة من وزراء وقاده عسكريين وأعضاء مجلس نواب وسفراء وقبائل.
وفي ذكراها الرابعة؛ تأتي حادثة الكرامة هذا العام وصاحب ذلك الصوت المشهور خارج حدود الوطن دافعاً ثمن مساندته للثورة، تأتي ذكرى الكرامة وقد سقطت صنعاء بيد مليشيات خرجت من مقابر التاريخ وكهوف الجهل لتتحالف مع نظام أسقطته الثورة ولفظه الشعب ، تأتي ذكرى الكرامة والثورة تشتعل من جديد لتحرق أقدام وأحلام تحالف الجهل الظلم والاستبداد الذين يريدون أن يمرغوا كرامة اليمن في ذكرى الكرامة.
محسن الحاج القميشي
جمعة الكرامة في ذكراها الرابعة 1098