الحالمة تمتطي صهوة حلمها وتنتفض في وجه الحروب الكريهة.. تعلن أنها مع الوطن ومع السلام ومع التغيير وبناء الدولة المدنية الذي قدمت من أجله الآلاف من فلذات أكبادها خلال العقود المنصرمة.. الحالمة وفية لتضحيات أبنائها الذي قضوا دفاعا عن الحرية والمدنية.. تثبت يوما عن يوم أنها الضمير الحي ليمن يناضل من أجل بناء وطن لكل أبنائه.. الحالمة صورة مصغرة لليمن بكل تناقضاته السياسية, لكن هذه التناقضات تلتقي عند نقطة واحدة وهي مدنية خلافهم ، اليوم يتلقى شبابها الرائع رصاصات غباء القوة الذي ينطلق من فوهات بنادق مشحونة بكراهية المدنية في دورة إعادة إنتاج ذلك القبح التاريخي لغباء القوة وفساد أساطينها..
الحالمة تدافع عن اليمن وعن الجنوب خاصة بطريقتها التي ستثبت الأيام أنها هي الأقوى والأمنع والأكثر تأثيرا في مسار الأحداث التاريخية.. الذين ذهبوا إلى الحروب في محطات مختلفة من تاريخ هذا البلد وجدوا أنفسهم عالقين في نتائجها الدموية, يفتشون دوما عما يوصلهم بخيط الدم الذي لا يستطيعون أن يحددوا مساراتهم من دونه.
لقد نبهتكم الحالمة يا "أنصار الله" بطريقتها الحضارية إلى الخطأ القاتل الذي ترتكبونه في هذه اللحظة الراهنة الحاسمة وأنتم تتجهون جنوبا لكنكم للأسف تصرون على الخطأ بالسير على نفس الخطى التي سار عليها أولئك الذي تولوا مسئولية توريطكم في هذه الحرب من جديد.
ما الذي جناه اليمن من حرب 94سوى أن من أشعلوها بذروا البذرة الأولى لتمزيق اليمن أما هم فقد أثروا من وراء تلك الحرب وبصقوا في وجه الشعب بعد ذلك، فهل تريدون مواصلة المهمة اليوم وبعد عشرين سنة من محاولة لملمة الجراح.. لا تقولوا أنكم تكافحون الإرهاب.. أنتم بهذا الأسلوب تعيدون إنتاج الإرهاب بصورة أقبح، رفعوا قبلكم شعار الحفاظ على الوحدة فماذا كانت النتيجة ؟؟ هل كانوا فعلا يدافعون عن الوحدة ؟..
بهذه الحرب أنتم تلتقون مع خيط الدم الذي حددت مجراه حرب 1994ولن تكون نتائجها في نهاية المطاف سوى بعضا من نفاياته التي سيفرزها التاريخ كواحدة من أسوأ ما صنعته القوة المغامرة.
ياسين سعيد نعمان
الحالمة تدافع عن اليمن 1180