عمر الخارج ما كان وسيلة نجاح في الحروب والأزمات وعمر الدعوات المناطقية والمذهبية أن نجحت في كل البلدان أو كانت عاملا من عوامل الاستقرار، الشعب اليمني تنضجه الأفكار ولن يكون بعد اليوم الولاء للأشخاص، سوف تنتصر اليمن رغم الإرهاب الجسدي والنفسي والمعنوي، إن العقول الصغيرة لا تنتج سوى أعمال صغيرة وقبح الأفعال تجعل القادة في نظر الشعب صغار ما لم يتم العودة للعقل والتحرك لوقف هذا التدهور الخطير فإن اليمن ستنهار، يا رب احجب اليمن من المتآمرين، توكلنا عليك يا الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم واحجب هذا الشعب من جميع الظلمة والمجرمين والفاسدين ومن المتآمرين من الخارج وأعوانهم في الداخل من الإنس من يجرون اليمن إلى الفتن والحروب، سقفه نور اسمك الحي القيوم، حيطانه سلام قولا من رب رحيم، ودائرته والله من ورائهم محيط، اللهم وجنبنا شرورهم، اللهم آمين، اليوم يتم استثمار الدماء وخلط الأمور وبيع الذمم ومحو القيم وجعل الولاء للأشخاص وليس للوطن، كل هذا في سبيل حفنه من المال والجاه والسلطان، إن دماء الرجال ونواح النساء وبكاء الأطفال ستلاحقهم خزي في الدنيا وعذاب في النار، نقول للقيادات التي تريد أن تستمر في ممارسة الأخطاء الإجرامية بحق الشعب وبحق الوطن، ونقول للأذيال من الرجال الذين يفضلون بقائهم مرتبطون بالأشخاص ويتناسون أن الوطن أهم وأغلى من المصالح التي يحصلون عليها مقابل تنفيذ الرغبات، هل قيمهم استباحت الدماء والأرواح وأصبحت ثمناً للمكاسب والمناصب والمال.
إن الوضع الحالي في اليمن يفقد المواطن القدرة على استمرار الحياة بشكل طبيعي وان حساسية الوضع تتطلب من المكونات السياسية وقادة المليشيات واللجان الشعبية، الخوف من الله والابتعاد عن أفعالهم المضرة بالشعب والوطن والسمو باليمن فوق الانتماء الشخصي والمناطقي والمذهبي والانتماء بما يحفظ لليمن وحدته ومصير شعبه وعلى القادة العسكريين والمدنيين التجرد من الولاءات الضيقة التي تدمر وتمزق اليمن وعليهم سرعة الارتهان للوطن.
أي إجرام هذا الذي يرتكب بحق اليمنيين باسم التغيير وباسم الجرعة والفاسدين وأي تاريخ يسجله الخارجين من الحكم وأي مبادئ يتصف به المواليين لهم؟ وهل أصبحت اليمن ساحة حروب تفجر من اجل المصالح والسيطرة على مركز القرار؟!
إن هذا التوجه يعتبر هوسا وجنونا ما يقدم عليه المغامرون ويستهدف السلم الاجتماعي في اليمن، يجب الاعتراف به اليوم ومعالجة الأخطاء بشجاعة ومرونة، ويجب ألا نخوض خارج السرب وتصبح الشرعية لمن تكون هي الطاغية على أوضاع البلاد، الكل يدعي بأنه لا يريد السلطة والقتل والدمار هي وسيلتهم في السيطرة، إننا أمام صراع مع مفهوم وجود الدولة يفرضه المتصارعون في اليمن ولم يدركوا بعد انه يكفي ما نحن فيه والتوقف عن قبح الفعل والإجرام من اجل البقاء على كرسي الحكم الذي أفسح المجال بتسيد الفاسدين ومن خلفهم من المجرمين والظالمين، إن المتصارعين والمتحاورين اليوم يرفضون أن تنتقل اليمن من العبث والفوضى إلى التقدم والرقي إلا في حدود مصالحهم.
مأساة اليمنيين ستظل وهذا الفكر المتواجد اليوم في اليمن من يعزل من يدلل على أن المتصارعين على السلطة في اليمن ليست لديها برامج أو استراتيجيات لقيام الدولة وجعل الشعب في حالة استقرار بعيداً عن فكر الأقلية المحصور بالقبيلة أو المنطقة أو المذهب أو من بعدهما كما يقولون ويصورون بأنه الطوفان ولا تزال ردة الفعل للشعب بطيئة لعدم وجود قوة بديلة لتلك المصطلحات المتخلفة والتي لا تزال تتحكم وتغيب مفهوم الدولة ومع من يكون، على الخيرين في هذا الشعب أن يسعوا إلى رفض القيادات الموالية للأشخاص والوجاهات والتي تحصر ولائها بعيدا عن الوطن وهذا ما يجعلنا نعيش بالعبث والفوضى فترات قادمة وكبيرة من الزمن.. اليوم يستطيع اليمنيون أن يشخصوا من هو المجرم بحق الشعب واليمن هم من يملكون القوة والحشد والتجييش والوسائل الإعلامية والدعائية والقدرة في نشر الإشاعة والخطب والتنظير وبقاء الصراع واستمرار التخوين فيما بينهم غير مكترثين بما يريده هذا الشعب أو يعانيه، كل هذه الوسائل تبقي اليمن تحت الفقر والمجاعة لكي يعيش المسئول والقائد والشيخ والمدير ومن حولهم من الرفاق والمسلحين اليمن توجد فيها مافيا لإشعال الحروب وفن صناعة الاحتيال على المال العام والخاص وبقاء الفوضى والعبث يسهل للفاسدين عدم التغيير وأصبح كل شيء مباحا ولا يوجد في اليمن سوى الدمار والقتل والتفجير وهي منجزات المتصارعين الذين أوصلوا الشعب للعبث والفوضى وجعلوه جزء من حياة اليمنيين.
اليوم يجب على كل يمني غيور على وطنه ألا يستسلم مهما كان الثمن وألا يقبل بغير قيام الدولة التي تحمي الحقوق والحريات وتلبي جميع المتطلبات التي تتمتع بها من حولنا كل الشعوب، تحول خطير ودموية في الصراع تتوسع وتتمدد في اليمن مع انحراف العملية السياسية، إن الشعب أمام قوة عسكرية خارج نطاق الدولة تفرض عليه وأمام من يستخدم البعد المناطقي والجغرافي والبعد الديني الذي يحقق من خلاله مكاسب رخيصة بعيدة عن الدين، إن حدة الصراع تتجاوز البعد الأخلاقي والديني والمناطقي لكي تخلق الفكر الطائفي الغير متواجد والذي يراد له أن يتواجد في اليمن باسم الدفاع عن الشعب والتي تعنصر لنا التوجهات التي تجرنا الى عصبية الفكر والمكان من اجل المصالح التي بسببها وصلنا إلى تدمير اليمن، الوضع يتصاعد بين المكونات وقواعد اللعبة السياسية غير أخلاقية والشعب اليمني لا يمكنه التوجه إلى الصراع الطائفي ولن ينجر إليه اليمنيين مهما كانت قوة البطش والفعل، اليمن تنهار والطريق شاق معهم ومليء بالأشواك وأعسر ما في هذا الطريق هو أن مطالباتنا لهم أن يترفعوا بتصوراتهم وأفكارهم وأخلاقهم وسلوكهم والحفاظ على الوطن وهذا الشعب من الانزلاق نحو الخراب والدمار والاقتتال وعلى من يشعلون طبول الحرب والنار لقد غابت عقولهم ولن يستوعبوا المتغيرات وقلوبهم مليئة بالأحقاد، إن بلدنا يقودها أفراد تتبعهم أحزاب ومليشيات أوصلوهم إلى المراكز السيادية يجعلهم يفرضون رؤيتهم بطرق الاستخفاف وعدم اللامبالاة بما يحدث نتيجة الاستحواذ وهو في حد ذاته وتصوراته من يملك الحقيقة ويملك القرار والأحقية في البقاء حتى النهاية وإن طلب منه ترك المجال لا يقبل ويبدأ في صناعة القهر والإذلال وأنه مستهدف يؤلف العنصرية لشخوص عدة ولا يستثني حتى المكان أو المجتمع ولا بد على هذا الشعب أن يكون قادراً على المواجهة والحماية لمثل هذه الأفكار التي تعمم ويتم توريثها للأجيال، هبوط و انحدار وأنانية وانفصام في الشخصية اليمنية على كل المستويات من الكبير إلى الصغير في المجتمع.
إن طريق الخلاص لا يزال بعيداً والسيطرة للمجاميع والقيادات من يصنعون من السبب آلاف الأسباب عندما يصلون إلى طريق مسدود تقوم ذواتهم الأنانية بفرض أفكارهم والتي تظلم فيها شعوب بكاملها من أجل بقاء الجماعة أو الحزب أو القبيلة باسم الدين أو المذهب، على المجتمع أن يؤمن بالتطبيق الفعلي للثقافة العملية وتطبيقها قولاً وفعلاً وسلوكاً في جميع مناحي الحياة والتي تتمثل بالولاء للوطن وامانة المسئولية والاخلاق في التعامل الراقي مع الكل ابتداء من البيت ثم الشارع ثم العمل ويسعى إلى التغيير والانتصار للإرادة المبنية على قيام الدولة وتطبيق القانون والنظام والعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية لكل إنسان، هذا هو الطريق الذي يمكن به الوصول إلى نبذ الباطل ودعاته والتمسك بالحق وأدواته وعدم بقاء الانحراف وما علينا إلا القيام بثورة ثقافية تقودها الأسرة ثم المدرسة ثم الجامع ثم الإعلام وعدم قبول القيادات التي تتنقل مابين المواقع وهم يكرسون الولاءات ويجعلون من الوظيفة العامة نقطة انطلاق من خلال محو القيم والمبادئ وتوسع الذمم لبعض ضعفاء النفوس، شخوص تتغير جلودهم وألسنتهم مع المتغيرات وكلما جد جديد يكونون السباقين في الظهور لا يمكن بهم الوصول وهم من يبحثون عن المكاسب والمناصب والمال.
اللهم ولّ علينا الأخيار ولا تولّ علينا الأشرار وجنب بلدنا الحروب والفتن،، اللهم آميـــــــــــــن،،،
محمد أمين الكامل
الهابطون بالقيم يدمرون اليمن (4) 2948