اليوم، مديرية المسراخ بالكامل تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز...
السيطرة على المسراخ تعني إحداث فتحة في الحصار الظالم المفروض على المدينة الصامدة من جهتها الجنوبية والغربية...
كان علي عبدالله صالح يتحدث كثيراً عن "تعز البطلة"، كان في قرارة نفسه يمزح، ولا يقصد حقيقة الكلام، لكن تعز أخذت الأمر بجدية، وطبقت الوصف بتمامه...
"تعز البطلة".. أصدق ما قاله علي عبدالله صالح في حياته التي قضاها يخاتل الثعابين...
وبعيداً عن تعز، دفع الحوثيون خلال اليومين الماضيين بحشود هائلة من المغرر بهم الذين امتلأت بجثثهم الطرقات، في محاولة للتقدم نحو مواقع المقاومة والجيش الوطني في نِهْم...ولكن دون جدوى...
من حارة الصياح في العاصمة، تم نعي تسعة قتلى...
من شارع تونس وسط صنعاء، تم نعي ثمانية عشر قتيلاً...
ومن صنعاء القديمة، تم نعي عشرين قتيلاً، خلال الساعات الماضية...
هؤلاء يمنيون ضللهم علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي، وذهبوا للموت في نِهْم وغيرها...
المأساة أنه عندما اهتم الحوثيون بجثة لطف القحوم "لأنه يتحدر من دماء الآلهة"، تركوا جثث الآخرين تنهشها الطيور والكلاب، لأنهم في نظر "السيد" مجرد أبناء شارع تونس والصياح وصنعاء القديمة...
اكتفى الحوثيون بإخبار الأهالي في صنعاء بمقتل أبنائهم، في حين قال أحدهم إن "السماء احتشدت كلها لاستقبال لطف القحوم..."
رحم الله جميع القتلى، هم عند الله، ولا تجوز للميت إلا الرحمة على ما كان.. وليت الأهالي يكفون عن إرسال أولادهم للمحرقة...
هذه ليست حرباً في سبيل الله، ولا في سبيل الوطن.. هذه حرب من أجل صالح والحوثي والمنتفعين حولهما...
أفيقوا يا إخوة...اغسلوا عنكم "قطران" أحمد حميد الدين...
أفيقوا يرحمكم الله...
أفيقوا، فكل هجوم يكلفكم حياة أبنائكم، دون جدوى...
انظروا كيف هجم الحوثيون على نِهْم في صنعاء، فخسروا المسراخ في تعز، ولم يكسبوا بران...!
لا تخدعكم قناة المسيرة...
هي لن تخسر شيئاً.. الحجر من "نـُقـُم"، والدم من رؤوس أبنائكم...
دعوا قناة المسيرة تتوغل بطريقتها الخاصة – منذ شهور - في الحدود السعودية.. دعوها تصل إلى جيزان وما بعد جيزان.. لكن لا ترسلوا أبناءكم معها...
تقول لكم "المسيرة" إن إعلام العدو يقول – ومنذ شهور - إن المرتزقة يتقدمون باتجاه صنعاء، في إشارة إلى أن تلك مجرد دعايات...
لا تذكر لكم القناة المحترمة كيف انحسر مقاتلوها من سواحل عدن على بعد مئات الكيلومترات إلى "بران وملح" على بعد أربعين كيلومتراً من صنعاء!
المعركة طويلة، وعندما يتم الحديث عن أن الجيش الوطني والمقاومة على أبواب صنعاء فلا مبالغة في ذلك، لسبب بسيط، وهو أن المقاومين –فعلاً- في نهم، وأنهم تجاوزوا الفرضة إلى ما بعدها، وأنهم سيصلون صنعاء، لا لشيء إلا لأنهم عائدون إلى ديارهم...
الحرب الإعلامية التي يشنها الحوثيون منذ أن صعدت لهم وحدات المقاومة والجيش الوطني إلى فرضة نِهْم، هذه الحرب تسير بوتيرة عالية، ولو سار مقاتلوهم على وتيرة قناة المسيرة، لكانوا قد وصلوا الرياض، وسار محمد علي الحوثي في جولة تفقديه بين أحيائها المحررة من آل سعود...
الحرب الإعلامية الحوثية لا تعكس إلا رعب هذه الجماعة الفاشية من اقتراب المعارك من عاصمة البلاد...
على كلٍ، تعز اليوم تحتفل بطرد الحوثيين من المسراخ، وأمهات صنعاء يبكين أطفالهن الذين زجَّ بهم عبدالملك لمحارق الحرب في نِهْم...
فرح في مكان من أرض الوطن، وحزن في آخر، بعد أن قضى الحوثي على اللحمة الوطنية، وصار لزاماً كي يفرح يمني في جزء من الوطن، أن يبكي يمني آخر في جزء آخر من البلاد...
د.محمد جميح
فرح في تعز...عزاء في صنعاء ! 1667