الوطن يئن، يريد رجاله الشجعان وحماته الأبطال وأبناءه السبتمبريين الوحدويون، لا يريد مبادرات ومفاوضات ومشاورات تزيد من جراحه وأناته.. يريد مواقف مشرفة تعيد الدولة المنهوبة والشرعية المغتصبة والوطن المسلوب لا يريد استعراضات.. يريد مصداقية لا مسرحيات.. يريد كلمة حق وجدية وحسماً يعيد للوطن هيبته وأمنه واستقراره، مجاملات ومشاورات بعد مفاوضات ومبادرات تطيل من جرائم وعبث الميليشيات.
الوطن يئن والبعض يتناحر لأجل منصب والآخر لأجل رئاسة والبقية يسمسرون على الوطن بالخفاء، وكأنه كعكة استلذ البعض بطعمها وهو يصيح ألما من الوجع والقهر.
الوطن يئن ولكن من يتلمس جراحه ويداويه؟.. قزمنا الوطن بشخوص فأصبح بنظر البعض مجرد شخص يريدون أن يقتصوا منه وينتقمون وكأنه عدوهم اللدود.
الوطن حزين.. الوطن مكلوم.. الوطن مجروح.. يبحث عمن يداويه. يبحث عمن يصدقه.. يبحث عمن يقف له، يعمل بصدق لأجل رفعته.. الوطن يبكي ولن يسمع أنين بكائه إلا القلة ممن يصدقونه الحب ويعملون بصدق دون أن ينشغلوا بما يعيقهم عن ذلك..لا ينتظرون نداء أحد ليعملوا فما يمتلكونه من صدق وحسٍ بمسؤولية هو محركهم للسعي لتحقيق كل إنجاز. وهذه القلة لا تنتظر حمداً ولا شكوراً لأنها أيقنت أن قمة سرورها حين تجد الوطن بخير لا ينقصه إلا أن يصدق الجميع معه ويعملوا لأجله.
وطني نعلم أن مصابك بأبنائك العاقين ممن تمادوا من فاسدين وانقلابيين ومتحركشين ومتحوثين ومتعفششين ولصوص ومتخاذلين ومتطاولين بألسنتهم هو مُصاب جلل، فما أصعبها من لحظة يشعر بها الأب بقسوة أبنائه بعدما ضمهم سنين وأعطاهم دون كلل وقدم لأجلهم الكثير وحين احتاجهم في ضعفه تركوه يئن ألماً وحزناً وقهراً..
فما أصعب الدمعة حين تخنقنا حزناً وقهراً عليك يا وطني الجريح حين تبكي من أبنائك العاقين الذين يرون أنهم أكبر منك ويسعون لذاتهم على حسابك..فسحقا لهم.
والنعم من كل من يرى الوطن أكبر واهم من الروح.. يقف لأجله ويخدمه..فخدمة الوطن لم تكن حكرا لمسؤول أو غيره. فهي ملك للجميع دون استثناء يعززها روح الانتماء والصدق والإخلاص بالعمل
فالوطن الآن مرهق..متعب. يقسو علينا لأن المريض بطبعه يقسو من شدة الألم
فلنمنحه صدقنا وإخلاصنا دون انتظار شيء.. فيكفينا أننا نعيش في وطن الأمن والأمان.. تلك النعمة التي يحسدنا عليها القاصي والداني.
فاصبر يا وطني.. لأن البارين بك سينصرونك قريبا لا محالة وزمن الصغار سيزول.
فسلامَ على كل من يسعى لخير هذا الوطن بدءا من عامل النظافة وانتهاء بالمسؤول الذي رأى أن الوطن أكبر من كل المناصب فسعى لرفعته ورقيه..
وسلام على من يعطي للوطن قبل أن يأخذ لأنه يرى الوطن يكبر كلما أعطاه وضحى لأجله.وسلام على من يبني ليكبر وطنه وسحقا لمن يسعى ليهدم ما بناه كل شريف في الوطن..
سلام عليك يا وطني.. فأنت القلب وستبقى النبض والشريان.
فرايتك ستبقى خفاقة.. تجدد فينا الحياة والأمل..؟!
هشام عميران
صبراً يا وطني فزمن الصغار سيزول 1421