أطفال تعز ينامون جائعين لأنه لا يوجد طعام فالحصار خانق ولا يسمح بإدخال المعونات..
ينامون ولم يستحموا لأنه لا توجد مياه ساخنة.. ينامون معاً في غرفة واحدة حتى لا يخافون لأن الكهرباء مقطوعة والظلام دامس.. ينامون ينتظرون إشراق فجر جديد لربما يتمكنون من اللعب في ساحة البيت, يركضون, يمرحون, يتشاجرون, يبكون, يتصالحون..
ينامون وهم لا يفهمون ما معنى كلمة سياسة, ينامون وهم لا يعرفون لماذا تطلق عليهم ميليشيات الحوثي صالح الصواريخ والقذائف..
صديق أرسل لي صورة طفل من أبناء تعز عبر الجوال الصورة, نظرت إلى ملامح وجهه ما أروعها, نظرت إلى ملابسه ما أجملها ! هي الطفولة البريئة لم تفقد معانيها رغم امتزاجها بالموت.. ينامون معاً يموتون معاً.. ينامون أبرياء ويموتون أبرياء.. من يريد أن يبكي فليبكي فهذه الصورة أقوى من محاولة حصر الدموع في الجفون.. هؤلاء أطفال تعز يذبّحون ويحرّقون وحتى التحالف والشرعية ودعاة الإنسانية لا يحركون ساكنا يدينون ويستنكرون .. لكنهم مكتوفي الأيدي يتفرجون وكأن الرحمة قد سلبت وانتزعت من قلوبهم وأسفاه..
لقد بلغ السيل الزبى ويبدو أنّ ميليشيات المخلوع والحوثي لا يفهمون لغة الاحترام وأقول لهم أيها الكلاب المسعورة أيها الجبناء أيها الحمقى افتحوا المعابر حتى يهربون هؤلاء الأطفال إلى مكان آمن.. افتحوا المعابر للأبرياء فلا دخل لهم في هذه الحرب, افتحوا المعابر قبل أن تُفتح لكم أبواب جهنم يوم القيامة.. أوقفوا جرائمكم واحترموا الإنسانية ولا تقتلوا الطفولة وتذبحون الإنسانية, ألا تفهمون ألديكم قلوب ألا تعقلون؟ أتمنى أن تجدي معكم نفعاً هذه اللغة.....?!
هشام عميران
من لأطفال تعز غيرك ياالله 1219