دراما حزينة نشاهدها في كل يوم، بدأ عرضها منذ الانقلاب الحوثي فكل يوم ترى دماء يمنية وضحايا يمنية سواء من طرف الشرعية والحكومة وسواء من طرف الانقلابيين في النهاية كلها أرواح يمنية ودماء يمنية. مآسي وأحزان، ويلات وآهات في دهاليز مظلمة، لا يدخلها إلا من انسلخ عن الإنسانية، دراما كُتِبَت أحداثها بمداد الدم الهادر، فُجِّرَت براكينه بسنان أقلام الغدر والخيانة والتبعية، دراما واقعية أبطالها مخالب ساسة تنهش في أجساد اليمنية الأبرياء (الضحية النازفة في هذه الدراما)، وصار فيها الدم اليمني وقود قافلة مصالح شخصية، وأجندات شريرة داخلية وخارجية، تعمل على زعزعة أمن واستقرار البلاد وتحول الأرض السعيدة إلى أرض إرهاب وميدان لسفك الدماء وقتل الأبرياء الدم اليمني النازف هو زيت نار الفرقة والطائفية والعرقية والفئوية، والميليشاوية وغيرها من مكونات اللحمة اليمنية، التي تقطَّعت إربا إربا.
وقائع تراجيدية تتقطع من هولها القلوب الصافية، وتنهمر لها الدموع الصادقة، وتبيَّض من صورها العيون البريئة، وتتكسَّر أمامها المشاعر المرهفة، ويهتزُّ منها الضمير الحي، دماء تراق على أرض اليمن في تعز وصنعاء والحديدة وكل أرجاء الجمهورية، فحولتها إلى بحر متلاطم من الدم الهادر، يقذف بأمواجه الحمراء على الأرض، والأشجار، والجدران، على كل ما تقلُّه أرضُ الحكمة والإيمان تقذف حمما من دماء أبنائها ألقت بحمرتها على سماء بلاد الحضارة والشورى والسعيدة والبلدة الطيبة المجروحة التي شهد الرسول الأعظم محمد صلوات ربي وسلامه عليه بأنهم أرق قلوبا وألين أفئدة دماء تنهمر على وطن وشعب ذبح بسكين ساسة الفساد والنفاق، ودعاة الانقلاب وخناجر ميليشيا وعصابات الفرقة والطائفية والشقاق، وفتاوى باسم الدين، و وهي من الدين مراق، فالدين الذي لا تصان فيه كرامة الإنسان، ولا تحقن به الدماء فليس من وحي السماء...
أما آن أن تنتهي فصول هذه الدراما؟!!!، أم إن أكباد مرتكبيها لم ترتو بعدُ من دماء اليمنيين؟!!!.
أوقفوا عرض هذه الدراما فلقد تقرَّحت العيون، وجفَّت الدموع، وتقطَّعت القلوب، وانهارت المشاعر، عيون ودموع وقلوب ومشاعر اليمنين الأبرياء.. أثبتوا حبكم لليمن ولأجل الوطن اعتنقوا الحوار.. دعوا الحرب والاقتتال.. ضعوا البندقية واجلسوا على الطاولة للحوار وبإخلاص وجدية وجنبوا اليمن الحرب العبثية..
صوت يملأ الخافقين.. يدوي في سماء اليمانيين
أوقفوا سفك الدماء..أيها الساسة أتضحون بإمكم اليمن لأجل مصالحكم الشخصية والحزبية والفئوية.. وآ أسفاه ويا للعار ماذا سيكتب ماذا سيتحدث عنكم التاريخ..؟!
أيها المتحاربون المتصارعون..
لأجل اليمن.. أوقفوا سفك الدماء.. فسفكها يُغضب رب السماء.
هشام عميران
أوقفوا سفك الدماء..فسفكها يُغضب رب السماء 1409