على مدى التاريخ المعاصر ظلت أبين منبعاً للثورات التحررية اليمنية، ومنطلقاً لرفض الظلم والاستبداد.. بدء بثورة ١٤ أكتوبر ٦٣م ومروراً بثورة ٢٦ سبتمبر ٦٢م التي كان لأبين بصمتها الواضحة فيها... وانتهاء بثورة فبراير ٢٠١١م الذي كان حضورها الجماهيري فيها قوياً.
كانت أبين سباقة إلى الفعل الثوري بشبابها ورجالها ونسائها.. وهم يصنعون الحدث الثوري في إباء وشموخ وكبرياء.
خرجت جماهير أبين كالسيل الهادر في ساحات النضال الثوري السلمي الحضاري...
رغم كثرة التعقيدات والعوائق.
كان الميدان ملغوماً بجماعات العنف، وخلايا عفاشية، وأدوات دولة عميقة، وحراك فقد صوابه ووقف في وجه الثورة التي أرادت أن تخلصه من خصومه.
لكن أحرار أبين أبوا إلا أن يخرجوا الفعل الثوري من لجة هذا اليم العميق، كطائر الفينق حين ينبعث من بين أكوام الرماد.
جماهير أبين أشعلت وهج الثورة الوضاء من قلب العاصمة زنجبار، معلنين للعالم كله أن طلاب الحرية لا يخشون الصعاب.
خاض شباب الثورة في أبين تحدياً كبيراً في ميدان يعج بالمتربصين.. فكانت بصماتهم الثورية ترسم صورة وضاءة على جدران النضال الثوري، لثورة أضاءت بنورها الوهاج سماء أبين، فبدد ظلام الاستبداد والفساد وأخرس الأصوات النشاز للغوغاء الرافضين للثورة لأنها تفضحهم وتكشف حقيقتهم أمام الشعب، ولكنهم لا يرعوون.
لقد حققت ثورة ١١ فبراير٢٠١١م الهدف الأول بتأكيد قوة الشعوب في المعركة السياسية، ومازال الثوار مستمرين حتى تحقيق الهدف الثاني المتمثل في تحقيق دولة الشعب....وإن غداً لناظره قريب.
