;
راكان الجبيحي
راكان الجبيحي

سقوط الأقنعة 1157

2017-12-05 17:52:38


سقطت أقنعة الكثيرين ممن كانوا ولا زالوا يرون بالمخلوع الملهم والقائد والزعيم، وتلونت وجوههم إلى ألوان متعددة خلال ثورة 11 فبراير الشبابية وأثناء فترة المرحلة الانتقالية ومؤخرا السطر الأخير لاكتمال القافلة وهي معركة انقلاب المليشيات الانقلابية الحوثي والمخلوع على الدولة والشرعية والشعب ..
ارتدت تلك الأوجه عدة أقنعة تارة مع المرحلة الانتقالية و تارة مع الانقلاب و تارة مع الشرعية والمقاومة.. لكنها في جوهر الأمر ومن خلال الأحداث التي شهدتها البلاد في الأعوام الأخيرة؛ فقد أفرزت أن أولئك لا زالوا ثابتين على لون زعيمهم..
مؤخرا ومع التطورات المتسارعة التي تشهدها صنعاء من نشوب قتال بين طرفي الانقلاب الحوثي والمخلوع؛ ظهرت على السطح تلك التجليات و النبرات التي تنطوي بعباء الحياد والبعض الآخر بعباء الشرعية وجوهر أمرهم الحتمي التملق و التعظيم للمخلوع..
بانت تلك الأقنعة و وصل مرتدوها حد الابتهاج و الفرح بشكل مفرط مع عودة المخلوع للواجهة و تصويره بأنه بطل قومي ورجل الجمهورية و الدولة ورجل ثورة 26 سبتمبر و أكتوبر، متناسيين عن أن الرجل هو من باع الثورة والجمهورية وأهان الدولة، هو رأس البلاء وهو من قرع طبول الحرب و أشعل فتيلها وهو من فتح باب الانقلاب وقاد وضلع مع جحافل التمرد في هذا الخراب والدمار..
وبالنظر للمشهد على الأرض فإنك تجد تناقض كبير مع ما يضاهيه الحدث من زخم إعلامي فحسب دون حضور على الأرض وهو ما يكشف جليلا مدى زيفهم و ضعفهم و انكسارهم،، و هي نتيجة واضحة للجميع تكشف عن أن المخلوع صالح لم يعد بذلك القدر من الحضور على الأرض كما كان يتصوره كثيرون؛ ولم يعد بتلك القوة التي سلمها للحوثيين و تلاشت مع تمكن طرفي الانقلاب المتمثل بالمليشيات الحوثية التي هي الآخر توغلت وتوسعت ولم تعد بذلك القدر من الغباء وخاصة فيما يتعلق مفاصل حركته و مصالح سيطرته و نفوذه لمعرفته المسبقة بغدر المخلوع و مكره..
وللأسف تجد هؤلاء الفقاعات يعملون لدى الشرعية ويتقاضون مرتبات وعلاوات، والبعض الآخر يرتدي نقاب الحياد ويلتزم الصمت أمام كل المجازر والجرائم و الانتهاكات المرتكبة بحق المدن والمدنيين بينما يكشف قبح نقابه مع مشهد آخر يناسب وضعية الحياد المزعوم، غير آبهين لحجم الكارثة الذي أحدثها الرجل وسحبه دبوس القنبلة التي انفجرت و التهم خطرها الجميع دول الجوار والإقليم المتمثل بدول التحالف الذين وللأسف هم الآخرين لم يستشعروا بذلك الخطر ولا زالوا يمارسون وضعية التناقض في الحرب؛ ويعيقون حسم المعركة بحسابات ضيقة ويلعبون على ورقة التوازن داخل بيت الشرعية بشكل مفرط دون بروز نتيجة واضحة لكل ذلك..
لم يكتفي مرتدي الأقنعة بذلك الحد من التباينات والتغيرات.. بل وصلوا حد التشفي بالمقاومة والجيش الوطني، والاستهزاء بهم والتقليل من دورهم وحجم تضحياتهم وانتفاضتهم منذ الوهلة الأولى في الدفاع عن الجمهورية والثورة والدولة ضد جحافل التمرد والمخلوع صالح، وكانوا يلازمون منازلهم بخوف وقلق لاستشعارهم بأن هذه الحرب الذي قرع طبولها الحوثي والمخلوع ليست حرب على حساب مصالح سياسية أو ضد طرف معين؛ بل هي حرب مكتملة الأركان.. هدمت الدولة وتلاشت الجمهورية وشوهت الثورة ونسفت كل تلك المقومات؛ ولا شك فالجميع سوف يكتوي بنار ذلك اليوم أو غدا وهذا ما أفرزته الأيام والأحداث.
ملاحظة:
تم كتابة المقال قبل حادثة مقتل صالح 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد