تعد ميليشيا حزب الله اللبناني أكبر أذرعة إيران المسلحة في الخارج، التي تجاوز دورها في الأجندة الإيرانية حدود لبنان إلى باقي الدول العربية، بينما تعتبر تصريحات زعيم الحزب الميليشياوي وتهديداته بشأن ما يحدث في اليمن اعترافاً واضحاً بتدخلاته في الشؤون العربية، وهو ما لا يمكن إنكاره، الأمر الذي يستدعي أولاً تدخّلاً لبنانياً وعربياً، ثم تدخلاً دولياً لوقف هذه التدخلات السافرة التي تجاوزت حدود التصريحات إلى التدخلات المادية بتقديم العون والمساعدات اللوجستية لميليشيا الحوثي الإيرانية، الأمر الذي زاد وانفضح بعد انطلاق معركة تحرير الحديدة التي أزعجت إيران وميليشياتها في كل مكان على مصير الحوثيين في اليمن. وقد دعت الإمارات، الدولة اللبنانية، التي ينتمي إليها حزب الله جغرافياً، وله أنصاره ونفوذه في حكومتها وبرلمانها، إلى اتباع سياسة النأي بالنفس، التي كانت قد أعلنت الحكومة اللبنانية التزامها بها، وعدم التدخل في شؤون اليمن، وهو الطلب نفسه الذي تقدم به وزير الخارجية اليمني لنظيره اللبناني. تصريحات نصرالله المضطربة والمذعورة ودعمه الانقلابيين في اليمن، كل ذلك لن يجدي، ولن ينقذ ميليشيا الحوثي الإيرانية من مصيرها المحتوم، لكنها بالقطع ستسيء للعلاقات اللبنانية العربية، وستضر بمصالح لبنان وشعبه.
رأي البيان
تدخّل سافر 750