لقد بات واضحاً للجميع، أن إفشال اتفاق السويد بات الهدف الاستراتيجي لميليشيا الحوثي الانقلابية الإيرانية، ومن المؤكد أن الأمم المتحدة ومبعوثيها في اليمن قد فهموا هذه الحقيقة، لكنهم للأسف لا يريدون التصريح بها علناً، ويصرون على تسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية، ما يشجع الحوثي على الاستمرار في ألاعيبه وتعنته من أجل إفشال الاتفاق. وهذا الأمر انعكس في بيان منسقة الشؤون الإنسانية، التابعة للأمم المتحدة في اليمن ليزا غراندي الذي لم يُدِن بوضوح ميليشيا الحوثي الإيرانية، في استهدافها مخيم النازحين بمديرية حرض بمحافظة حجة، والذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة قرابة 30 آخرين، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال، رغم أن برنامج الأغذية الدولية التابع للأمم المتحدة الذي ترأسه ليزا غراندي، هو الذي كشف منذ أيام قليلة حالات سوء استخدام المساعدات المخصصة للمدنيين في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، ووصف البرنامج ممارسات الحوثيين بأنها اعتداء بالغ وسلوك إجرامي. وشددت دولة الإمارات على لسان معالي الوزير أنور قرقاش، على ضرورة حسم الموقف الدولي في اليمن، وطالبت الأمم المتحدة بوضع حد تجاه التسويف الحوثي، وإلزامه بالانسحاب من الحديدة. المجتمع الدولي والأمم المتحدة يواجهان اختباراً حقيقياً، وعليهما مواجهة الواقع وإنقاذ اتفاق السويد بشأن اليمن، وأن يعلما جيداً أن ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية تسعى بجدية لإفشال الاتفاق؛ لأن تنفيذه سيعرّضها لخسائر جمّة، وسيكون بداية النهاية، وسيفقدها الميناء الرئيسي، وسيمهّد لانهيار المشروع الإيراني في اليمن.
رأي البيان
الحوثي يتلاعب بالموقف الدولي 743