;
2019-07-09 08:27:52

1/11/1440 4/7/2019 # عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة» متفق عليه. # دلً الحديث الشريف على أن(الرواحل) من الناس، وهم المرضيون في أمانتهم وكفاءتهم عزيزوا الوجود (١%)،كما هو الحال في ندرة (الرواحل) من الإبل النجيبة، وهي المتميزة بسهولة الانقياد والصلاحية للركوب والأسفار. فإذا أدرك المصلحون هذه الحقيقة، تقبلوا الواقع واحتملوا الأخطاء والمعايب وخف عنهم الشعور باليأس والإحباط حين رؤيتهم كثرة الهالكين وقلة السالكين (جلَد الفاجر وعجز الثقة).قال تعالى عن نوح( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )وعن موسى:( فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ).. وإذا صفا لك من زمانك واحدٌ فهو المراد وأين ذاك الواحدُ؟ # والحديث يستحث النفوس على السمو والبذل لأن تكون رواحل تحمل عن الناس همومهم وتنشغل بهدايتهم وإصلاح شؤونهم، وتترفع عما عليه أكثرهم من أخلاق الشح والأنانية والعجز والكسل. لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهم الجود يُفقر والإقدام قتًالُ. # وفي الحديث بيان حالة (السلبية) التي عليها الأكثرون ،وهي (الغثائية) التي ذمها صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه بقوله:(ولكنكم غثاء كغثاء السيل). قال تعالى:(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ). هذه الغثائية السلبية هي التي عناها سهل التستري حين خرج من مسجد ورأى خلقا كثيرا في داخله وخارجه، فقال: أهل لا إله إلا الله كثير، والمخلصون منهم قليل. ‏وما بَقِيَت من اللَذاتِ إلا مُحاورةُ الرجال ذوي العُقولِ وقد كانوا إذا عدّوا قَليلا فَقَد صاروا أقَل من القليل. # الرواحل النجيبة، وهم المتميزون بالنباهة والفضل، هم الذين يشكلون عادة (القاعدة الصلبة) في صناعة النهضة والإصلاح، و(اللبنة الأولى) إبان المرحلة النبوية (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ)،حيث حظوا بالتربية النبوية الشاملة، مما عمق فيهم العلم والصبر والجهاد واليقين، ومنهم (الخلفاء الأربعة)، وعلى رأسهم (أبوبكر الصديق) الذي أسلم على يديه جمع من كبار الصحابة منهم ستة من العشرة المبشرين رضي الله عنهم أجمعين. # ونحن إذا تأملنا القيادات المؤثرة وأئمة العلوم في كآفة المجالات نجدهم قد نبغوا من بين الآلاف من أقرانهم المغمورين، فمن منا يتذكر أقران شيخ الإسلام مثلا فضلا عن خصومه؟؛ ذلك أن (النجابة) وهي النباهة والفضل والفطنة والموهبة هبة من المولى الوهاب سبحانه، وهي تكون فطرية ووراثية، وتزداد بالكسب والصقل قوة وتأثيرا. # لطالما كان للرواحل وهم آحاد أثر كبير على البلاد والأمة من صلاح أو فساد، فهل كان الأنبياء والمصلحون كأولي العزم من الرسل إلا أفرادا( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)،أو الطغاة المجرمون كفرعون إلا كذلك( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) ومثله عمرو بن لحي وأبو جهل ولينين. وقد ثبت في الدراسات الحديثة أن (٢% نسبة كافية لقيادة الشعب)، لذا يحرص المجرمون حين الحروب والفتن على استهداف المؤثرين دون الخاملين. وفي صحيح الجامع (لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل). وورد عن أبي بكر الصديق قوله: " لصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل "وفي لفظ: " لا يهزم جيش فيه مثل هذا " الناس ألفٌ منهم كواحد* وواحدٌ كالألف إن أمر عنا. وليس على الله بمستنكر* أن يجمع العالمَ في واحد. فالصالحون- عادة - كثر، لكن المصلحين قلة. ما أكثرَ الناسَ لا بل ما أقلهمُ الله يعلم أني لم أقل فندا إني لأغمض عيني ثم أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا. #(رعاية النوابغ والموهوبين) من الرواحل، ينبغي أن تشكل لدى المشتغلين بعلوم التربية والتعليم ومناهج الدعوة ضرورة وأولوية تستلزم منهم إيلاءهم الرعاية والعناية اللازمة وتخصيصهم بالتقدير والتدريب والتأهيل وتسخير أقصى الإمكانات المادية والمعنوية في سبيل اكتشافهم أولا ثم تطوير قدراتهم ومهاراتهم وصقل مواهبهم وفق الاستغلال الأمثل ومن مختلف المجالات العلمية والعملية لتحقيق نهضة المجتمع والأمة؛ لما تقرر من(تقديم الكيف على الكم، وتقديم النوع على الحجم)؛ حتى لا تكون جهودنا قليلة الجدوى أو فارغة المضمون غير مراعية لواجب الوقت وتحدي المرحلة. وهو واجب لا يتنافى مع واجب النصح والتربية والدعوة العامة. ومعلوم أن (الأقلية النوعية أعظم نفعا وأعم أثرا من الأكثرية العددية)قال تعالى:(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). #،وصدق الله: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). والله الموفق والمعين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد