عبارة قالها أحد الجنود المرابطين على جبل هان - كانت الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل إذ دارت في تلك الليلة معركة شرسة تصدى فيها أبطال الجيش لهجوم كاسح لمليشيا الحوثي على جبل هان وتمكنوا من كسر ذلك الهجوم وكبدوا المليشيا خسائر فادحة وبعد انتهاء المعركة رأيت بعيني أحد الجنود يتنقل من مترس إلى آخر وحين وصل الى المكان الذي نحن فيه سألناه عن ماذا تبحث ؟ أجاب بصوت خافت ممزوج بألم الجوع وإعياء السهر والقتال وقال : " أنا جائع أريد أي شيىء آكله "
لم يكن لدينا شيئ لنعطية فواصل الجندي مسيرته في البحث عند باقي رفاقه ولكنه لم يجد شيئا يسد رمقه فعاد إلى مترسه وشد جعبته على بطنه وأسند عليها بندقيته لعل ذلك يخفف عنه قليلا من آلام الجوع وواصل حراسته ومراقبة العدو دون سخط أو تذمر على هذه المحافظة التي يضحي بروحه من أجلها ولم يجد فيها ما يسد رمق جوعه .
كان ذلك قبل نصف شهر تقريبا ، عللت نفسي حينها وقلت ربما لأن الجميع مشغولين بالمعركة ولم يتفرغ أحد لجلب الأكل .
ولكن العبارة ذاتها تكررت على مسمعي مجددا اليوم في 6 رمضان - قبل صلاة العشاء إذ أقبل أحد الجنود المرابطين في جبل هان إلى قائده وقال له : يا فندم " أنا جائع أريد أي شيىء آكله "
سأله قائده ما تعشيت !؟
ما وصلكم العشاء !؟
قال : ( إلا وصلنا العشاء وتعشينا بس العشاء ما كفينا ) !!!
تمنيت حينها ليت سمعي صم قبل أن أسمع هذه العبارة وتتحول إلى غصة تثقل صدري ولا أدري كيف ألقيها ، ففي هذا الوقت من مساء رمضان يصاب جميع الناس بالتخمة بعد وجبة العشاء باستثناء الجنود المرابطين بالجبهات وحدهم يشكون الجوع !
أدركت حينها أن تعليلاتي السابقة لم تكن صائبة بعد أن سمعت ذلك الجندي وشاهدت وجبة عشاء المقاتلين بعيني أدركت أن نقص المؤنة والطعام قد تفشى بشدة بين أبطال جيشنا وأصبح يشكل خطرا لا يقل عن خطر الحوثي .
فيا قادة تعز العسكرين والمدنين ويا تجار تعز ويا كل أبناء تعز : جيشكم الذي قاتل ودافع عن محافظتكم لستتة أعوام اليوم يقتله الجوع فأين أنتم ؟