;
رشاد المخلافي
رشاد المخلافي

الإتصالات سلاح خطير بيد المليشيا 777

2021-08-11 08:23:19

تحول بيد المليشيا إلى سلاح متعدد وفتاك يهدد المجتمع ، فهو يعد من أهم القطاعات الإيرادية والسيادية الحيوية والهامة وكذلك في أهميته الأمنية والمعلوماتية وخطورته في التجسس على الأفراد والكيانات , صحيح أنه مصدر إيرادي واستثماري وقت السلم ، لكن تتضاعف أهميته وخطورته أكثر في زمن الحرب. 
ولو كان لدينا مسؤولين يتمتعون بحس المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم يحملون هذه القضية الوطنية والمصيرية أمام مخاطر وجودية تهدد اليمن وشعبه وكيانه الجغرافي والسياسي وسلمه الاجتماعي ، لوكانوا عند مستوى تحديات هذه المرحلة الصعبة والخطيرة ، مسؤلين يرتقوا إلى مستوى التضحيات العظيمة التي يقدمها أبطال الجيش الوطني وأبطال قوات الأمن والمقاومة الشعبية الباسلة وأحرار اليمن الشرفاء الذين مايزالون يقدمون هذه التضحيات الجليلة على الأرض في هذه المعركة الوطنية والوجودية المصيرية المقدسة ضد مليشيا الحوثي والمشروع الإيراني دفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله ودفاعا عن هوية وعقيدة وعروبة ووحدة شعب ووجوده على أرضه، لو هم بهذه المسؤولية كانوا أدركوا أهمية قطاع (الاتصالات والانترنت) منذ وقت مبكر وكان بإمكانهم حل هذه الاشكالية ، وسحب هذا السلاح الخطير من أيدي الحوثيين والإيرانيين خلال الأشهر الأولى لانطلاق عاصفة الحزم في العام 2015م وتحديدا بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية ودحر المليشيا الحوثية الفارسية منها. 
كذلك لوكان هناك نوايا جادة وصادقة لدى تحالف دعم الشرعية ولوكان أنتهج استراتيجية واضحة تتطابق مع هدفه المعلن الذي تدخل من أجله ( إسقاط انقلاب مليشيا الحوثي الفارسية وإستعادة الدولة والشرعية وتحرير مؤسسات الدولة) لو سارت الأمور على هذا النحو كنا استعدنا الدولة وقضينا على النفوذ الفارسي المتوغل في اليمن والجزيرة والمنطقة العربية وكبحنا طموح طهران الاستعماري التوسعي التي تحاول فرضه في المنطقة عبر أذرعها - أدواتها المليشاوية الشيعية المسلحة وعملائها كأمر واقع, بما يشكله من تهديدا وجوديا جديا ليس على اليمن وهوية شعبه وكيانه الجغرافي والسياسي فحسب بل على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ( أرضاً وإنساناً وهوية وأنظمة سياسية معا ) ، للأسف لولا أن التحالف دخل بأهداف أخرى خفية تؤكد أطماعه في اليمن ، أهداف أخرى لا دخل لها في تحرير اليمن وإسقاط الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة والشرعية ومواجهة التغول الإيراني في المنطقة ، برزت هذه الأهداف في الأشهر الأولى للعاصفة ، وهي مغايرة تماما للهدف المعلن ، عملت على أعاقة المعركة وأغراق البلاد في المناطق المحررة بمليشيات وخلقت مشاكل أخرى لاحصر لها ، لولا هذه الانحراف كان بالامكان بعد تحرير محافظة عدن وإعلانها عاصمة مؤقته للجمهورية اليمنية أن تساعد في عودة الحكومة لتطبيع الحياة وفرض مؤسسات الدولة الشرعية في ممارسة صلاحياتها الدستورية الفعلية وهو مايعني ، التسريع في الحسم العسكري واسقاط انقلاب مليشيا الحوثي ، بدلا من الذهاب إلى ملشنة العاصمة المؤقتة وبقية المناط المحررة بأحزمة ونخب وتشكيلات مسلحة خارج وزارة الدفاع تعمل على تفكيك البلد وهو ما عزز من التواجد الإيراني الحوثي في الشمال ، كان يمكن استمكال التحرير خلال عام 2016م وبأقل الخسائر , ولو كان هناك جدية للتحالف كان باستطاعته مساعدة الحكومة في تحرير قطاع الاتصالات والأنترنت من تحت سيطرة مليشيا الحوثي ونقلها من صنعاء إلى المحافظات المحررة خلال الثلاثة الأشهر الأولى لعاصفة الحزم , خصوصا أن التحالف يدرك جيدا خطورة الابقاء على هذا القطاع الهام بيد حرس إيران الثوري وأدواته (مليشيا الحوثي) ، فالاتصلات تستخدم لتغذية الحوثيين واستمرار الحرب ، وبتحرير هذا القطاع كان سيؤدي إلى قطع أهم شريان مالي وتجريدهم من أهم سلاح معلوماتي واستخباراتي تستفيد منه في حربها، وكان أيضا سيمنع إستفادة الحرس الثوري الإيراني من استخدامه لمراقبة المجتمع وتطويعه لخدمة المشروع الإيراني.
اليوم لا يستطيع أحد أن ينكر أن ضباط وخبراء الحرس الثوري يتواجدون بالمئات وربما بالالآف داخل الأرض اليمنية كقوة احتلال عسكري مباشر ، يسيطرون على العاصمة صنعاء والقصور الرئاسية ومقرات ومؤسسات الدولة الهامة فيها ويديرون العمليات العسكرية في اليمن بقيادة المدعو حسن إيرلو الجنرال العسكري في الإيراني والحاكم العسكري الفعلي في العاصمة المحتلة صنعاء والذي بات يتحكم بمفاصل الحياة داخل العاصمة وبقية المحافظات المحتلة ويقود المليشيا وضباط وخبراء وقيادات من فيلق القدس جناح المهمات الخارجية في الحرس الثوري الفارسي داخل اليمن. 
لذلك يستدعي الأمر تحرير الاتصالات والانترنت وبصورة عاجلة وهي مهمة وطنية تفرض نفسها أمام الحكومة الشرعية ، حتى تمنع استمرار المليشيا من استغلال هذا القطاع الحيوي ضد الشعب ، كونه احد أكبر مصادر الدخل للحوثيين والإيرانيين في اليمن يستخدم في تمويل حروبها الاستعمارية على اليمن والمنطقة ، والاحصائيات تؤكد أن إيراد الاتصالات والانترنت ربمايفوق إيرادات النفط في اليمن.
هناك استثمار كبير للاتصالات والانترنت في تمويل الحرب واستمرارها ، كما أن خبراء متخصصين في الاتصالات وتقنية المعلومات والشبكات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني يتواجدون في صنعاء ويديرون عملية واسعة في التجسس على الشعب وجمع المعلومات عن تحركات الجيش الوطني والمقاومة والقيادات العسكرية وتحديد الاحداثيات والأهداف لضربها بالصواريخ البالستية ، ويمارسون عملية القرصنة وحجب المواقع الأخبارية واختراق وتوقيف حسابات مسؤولين وسياسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين وإعلاميين كما أنها تستخدم في التجسس على المواطنيين داخل مناطق سيطرة الحوثيين أنفسهم ومن خلالها يفرضون رقابة على مكالمات وتحركات المعارضين والفاعلين على مدار الساعة ، كما تستخدم لإرهاب النازحين والمهجرين قسريا وإرسال الرسائل الدعائية والحرب النفسية داخل مناطق الشرعية.
#تحرير_الاتصالات_مطلب_شعبي_ ووطني

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد