ذكرى الهجرة دروسها عميقة ورسائلها القوية عابرة للمكان والزمان حتى اليوم ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم هي نور هدى لابد ان تعود اليها الأمة لتقتبس مشاعل تبدد ظلمة طريق السائرين فيها حائرين اليوم بلا هوية او بوصلة او قيادة وتمسك بقشور الدين وعودة الطغاة والمستبدين ليتحكموا برقاب المسلمين وهم في نفس الوقت ولات أمر المسلمين.
كما منع جبابرة مكة المؤمنين ان يصلوا ركعتين في الكعبة وكمموا الأفواه الربانية ان تصدح بكلمة التوحيد ولم يسخروا كل ثرواتهم وقوتهم من اجل نهضة العرب ولم شملهم بل سخروا كل امكانياتهم للقضاء علي الحق ومضايقة الصادقين.
بل طغاة اليوم لم يخصصوا مئة ناقة بل خصصوا مليارات وأشعلوا مئات الفتن والحروب بين الشعوب في ذكرى الهجرة أمل يتجدد ان الباطل مهما كان لونه وتحت أي مسمى خادع او شعار مزيف سيهزم عاجلا اما أجلا وهذا الدرس الأعظم والأكبر من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة. لابد ان نتعلم أفراد وأمة من هذه الذكرى ان التحولات العظيمة ونهضة الأمة لابد ان يشارك فيها كل أفراد المجتمع ذكور وإناث صغار وكبار وخاصة النساء وتستغل كل الطاقات والكفاءات وان لاستفادة من الأخر المخالف لنا بالدين بهذا التحول والحاجة له ماسة ليس فيه حرج (ابن اريقط دليل الطريق)
ديننا ليس دين معجزات خارقة بل تنظيم وتخطيط واخذ بالأسباب وٳلا لكن الله جلة قدرته أسرى بالرسول الأكرم من مكة الى المدينة كما أسرى به لبيت المقدس بغمضة عين.
من اجل نصرة الحق وعلو القيم الإنسانية تهون التضحية ولابد من وجود من يربح البيع اليوم كما ربح البيع ابى يحي صهيب الرومي.
الهجرة من اجل تحسين مستوى المعيشة ليس عيب ولا جريمة فكيف من يهاجر اليوم فرارا من القتل والسجن ظلماً وعدواناً ولأنه يرفض الاستبداد ويؤمن بالحرية والكرامة والتداول السلمي للسلطة.
ناس قد يبحثون عن مصالحهم ويكونوا مع الأقوى والأغنى ويكونوا أكثر جراءة ضد الحق لكنهم يحترمون عقولهم حين يتبين لهم الحق مهما عرضوا عليهم المغريات وهم أحفاد سراقة في كل زمان.
وللهجرة درس ان اختيار الكفاءات وليس أصحاب السلالات في صنع التحولات فالذين شاركوا في صنع الهجرة لم يكونوا من بني هاشم ماعدا سيدنا علي كرم الله وجهه.
وأخيراً وليس آخراً تعلمنا الهجرة اليوم ان ليل المؤمنين الموحش أهل الحق يتحول نهاراً مشرقاً ومبهجاً ونهار الباطل يتحول ليلاً أسود مهما طال الزمن او قصر فليل المسلمين في مكة لليلة الهجرة تحول الى نهاراً ساطعاً يوم الفتح الأعظم والعكس صحيح هذه خواطر فيض من غيض في ذكرى الهجرة والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .