لا شك أن المملكة العربية السعودية تتحمل عبئ كبير في حرب اليمن وتكاليفه طالما هي في صدارة المشهد السياسي والعسكري في قيادة التحالف العربي ....
غير أن رؤية الرياض الإستراتيجية اثناء أدارة الأزمة وتعاملها مع الأطراف الموالية للتحالف في مواجهة مليشيات الحوثي ومن خلفها إيران تشوبها ازدواجية وتناقض أي يمكن تقول تشتت في الموقف والدعم وتوحيد الصف، وكان أبرز ما تواجهه هي فشلها في توحيد صف القوى المؤيدة لها سياسيا وعسكريا، فحاولت عبر اتفاق الرياض ان توحد الجهود تحت أدارة حكومة واحدة عبر شراكة وطنية، ولكنها عجزت ولم تستطيع تواجه أي طرف يعرقل خطوات تنفيذ الاتفاق؟!!
بسبب معايير التعامل وحجم الوعود التي تقدمها لبعض الأطراف خارج الاتفاق وغيرها !!
كما يبدو هي تحاول في الخفاء دعم قيام دولة في الجنوب ولكنها تخشى من توحيد ثقل الشمال ضدها، وكذلك حساسيتها من موروث الحرب الباردة مع دولة الجنوب سابقا .
وقوفها علنا ودعم استقلال الجنوب هذا يعطي مشروعية قيام دولة موازية للحوثي في الشمال .
تعامل الشرعية على أهمية وحدة تراب اليمن والقرار الأممي 2216 يفقدها أي دعم عسكري وتسليم الجنوب للإمارات.
إذا وجهت جهودها لدعم وتقوية الجيش الوطني وقوى الشرعية اتهمت بانها تدعم الاخوان المسلمين؟
كل ما تقوم بها لم يساعد على تقوية حليفها بسبب دورها في اضعاف الدولة وانهاكها ومحاولة ايجاد بدائل تعتقد انها تتماشى في خطها وتوجهاتها اعتقادا . ..
ما يحصل من ازاحتها عنوة من مساحات واسعة واحلال البديل الموالي للإمارات ربما أسهم فيه ممثليها واعتمادها على سفيرها في اليمن وبعض الشباب العسكريين الجدد على فهم واستيعاب تداخلات وتعقيدات الملف اليمني شمالا وجنوبا وحداثة تجربتهم السياسية.
فقدان قدرتها وقرأتها لمعطيات الحرب والمشهد محليا واقليميا كلا على حده من دون تفكيك شفرات التخادم غير المعلن والذي تعبر عن مستويات كتلة المصالح بين طهران وابوظبي هو المفتاح الحقيقي في تحديد مسار الحرب في الاضلاع الثلاثة (ابوظبي، الانتقالي، الحوثي) يقابله التعاون والتفاهم والتسهيلات وتبادل الادوار .
فالذي لم تستطيع الوصول له ابوظبي تساعد الحوثي على تحقيقه ومن ثم تعمل أجهزة إعلام ابوظبي وذبابها الإليكتروني على تحميل الاخوان المسلمين المسؤولية في سقوط مناطق الفلاني وجيشت الضباط وووو بنشر فيديوهات واتهامات وغيرها وبالمقابل تدفع لهم أموال في إطار حرب ربما هي واضح اعلنته الإمارات ويتفق معها الحوثي والانتقالي ضد الاخوان المسلمين وربما هذا مخطط دولي مدعوم، وماجري اليوم في شبوة هو امتداد للسيناريو الذي اتخذه الحوثي منذ سقوط عمران والتهم دولة كاملة وقضى على حليفه عفاش تحت هذا المبرر؟!!
ويبدو ان مسار الصراع والحرب لن بتوقف عند شبوة أو سقوط مأرب كما يعتقد البعض، وان كانت قد تكون شبهات لأهداف خفية تتمثل في القضاء على السلاح الثقيل في اليمن وما تبقى من المؤسسة العسكرية النظامية تحت هذه الذرائع بمعنى انهيار البناء الكلي وإعادة البناء بمخطط ربما يتفق عليه (أعضاء الرباعية) لاحقا. .
المتابع الجيد لمحاولة توجيه عمليات الحرب في مثلث ( شبوة ومأرب ) وجمود بقية الجبهات وإبرام اتفاق السلام لدواعي إنسانية في الساحل الغربي اتفاق ستوكهولم سيفهم مالآت دوافع الحرب والصراع على الصعيد الاقليمي والدولي .
كل ما نرجوه على الإصلاح ان يقرر مغادرة المشهد السياسي والعسكري ويعلن انسحابه من الحكومة إذا هو السبب في كل ما يحصل.
أو يواجه التحالف والرباعية بشكل عام وبشجاعة وطنية إما يوقفون حملات تحريض وتشتيت القوى المؤيدة للتحالف والمعادية في خصومتهم ضد وجوده كحزب سياسي أو بترك المجال والساحة العسكرية والسياسية للقوى المناهضة ضده ويقول : " أنا رب لإبلي وللكعبة رب يحميها " ، ولن تنته الحياة ويترك للشعب اليمني خياراته لاحقا ....
اليمن شماله وجنوبه ليست في ذمة حزب الإصلاح ولا الاخوان المسلمين وليست لهم حق إلهي في الحكم والملك ومثلهم الحوثي وغيره أيضاً .
إما تساقط محافظات وصراع وفوضى وسقوط ضحايا ودما لا تتوقف بدون إرادة الشعب بسبب السلطة التي يجري السيطرة عليها بالسلاح فهذا خيار لم يكفله دستور الدولة ولا بنيتها القانونية والتشريعية .
فهل هناك رجل رشيد؟
وكفى
