شعرت سلطة حضرموت الساحل المدنية والعسكرية منذ بداية اعتصام مخيم العيون بشيء من القلق خاصة تعاظم التفاف الناس حول مطالب مخيم العيون الذي يقوده الشيخ صالح بن حريز ، وتحاول بأي طريقة رفع المخيم ومغادرة انصاره وقياداته الساحل تحت أي ظرف فهي سلطة ذات منشأ عسكري لا تؤمن الا بلغة القوة ولم تأت بعملية ديمقراطية شرعية وانما وصلت للسلطة على ظهر عربة الكايمن الإماراتية أي انها سلطة عسكرية غير مدنية، ووجود مخيم اعتصام في خاصرتها بات يشكل خطراً على وجودها وسلطتها وكيانها ومصالحها ويهدد وجودها أيضاً، من الطبيعي تناهض وجوده وتحاربه وتستخدم إمكانياتها للنيل منه والتشكيك في مطالبه الى درجة تخوين قياداته وطردهم وحتى اعتقالهم تحت سلسة من التهم والتشويه هذا متوقع .
هناك سببان اثارت حفيظة حكام الريان وسلطة المكلا اشتملت عليها مطالب الاعتصام بعد ان اخذ شكله التنظيمي وهذان المطلبان هما (المطالبة بعودة مطار الريان الى وضعه الملاحي وهو خروج قوات التحالف من المطار واخراج جميع المظاهر العسكرية من المطار .
والمطلب الثاني محاربة الفساد في سلطة حضرموت العسكرية والمدنية .
هذه المطالب لم يقوى على قبولها وتحملها الحكام الجدد في حضرموت لإنها تشكل العدد التنازلي لنفوذهم ووجودهم ومصالحهم !!!
فما بالكم حين يحملها الشعب ويرفع الصوت داخل الساحة مطالبا بتنفيذها وتنقلها وسائل الإعلام الخارجي فيه احراج كبير عليهم ستنال تعاطف شعبي منقطع النظير، وهي ورقة ضغط رابحة جداً جميع الحجج ضعيفة أمامها ...
أعتقد أن وجود ساحة للاعتصام بتعاظم شعبي كبير في المكلا يضر بمصالح ونفوذ خلية مطار الريان وأدواتها الحاكمة في المكلا لأنه يستهدف مصالحهم لهذا لن يقبلون اي احتجاج يعريهم أمام انظار العالم، وهو نفس لم يعتادون على سماعه، ولا حتى تقبله نظرا لمنشأهم وخلفية تكوينهم عسكرياً وثقافياً فهما لا يستوعبون الوعي المدني وثقافة الاحتجاجات والنضال السلمي وحقوق الإنسان ...
والسلطة أيضاً غير مستعدة ان تتنازل عن هذه المكاسب التي تحصل عليها واستخدامها المفرط للقوة العسكرية يمثل تأمين لخطوط مصالحها وشبكاتها وطريقة ادارتها بالقوة والسلاح ...
فكيف يروق لها قبول معادلة توازن مرشح ان تقاسمها السلطة إذا استمرت وتيرة العملية السلمية التي ستنتهي حتما بتسوية سياسية اقلها مناصفة في السلطة العسكرية والمدنية بقرار سياسي .
لهذا سارعت ادوات الحكم على الإفراط في القمع والرفض لأي وجود يهدد كيانهم وسلطاتهم .
الصراع الحقيقي هو صراع على السلطة والحكم والنفوذ ... ما في غيره لان القوى التي في المشهد السلمي قوى اجتماعية تم اقصائها وهي خارج معادلة السلطة منذ الستينيات إلى اليوم .
