العالم الأمريكي ( داهرندورف ) الطبقة والصراع الطبقي في المجتمع الصناعي 1959م مصدر الأفكار الرئيسية التي اوردها وتطورها في كتاباته اللاحقة ، فقد عرض نظريته حول التكامل والقيم من جانب القسر والإجبار ، والمصالح من جانب آخر فهما وجها المجتمع

الذي بناه على سؤال: كيف تتماسك المجتمعات؟

وجوهر نظريته في النهاية هو ان تطابق الصراع الاقتصادي والسياسي _ حسب ماركس _ لا يمكن تطبيقه في المجتمعات الصناعية المتقدمة أو ما بعد الرأسمالية وقد بنى ذلك حسب فهمه لمقولات ماركسية، ويرى ان محاولة إرجاع كل الصراعات والتوترات الاجتماعية إلى اسباب تتعلق بصراع الطبقات هي محاولة عقيمة .

ينطلق داهرندورف من نقد _ البنائية الوظيفية خاصة في جانب تفسير الصراع والتوترات 

فهي تعتبر لكل مؤسسة أو نظام وظيفة مباشرة أو كامنة، ولكن كيف تغسر افعال النقابات والأحزاب المعارضة هل تؤدي الإضرابات وظائف مثلا؟

ستجيب الوظيفية مباشرة (انه معوق وظيفي) ولكن هذا لا يكفي لأنه مجرد مخرج أو حيلة لتجنب الطريق المغلق .

وهنا تجد نظرية الصراع معنى في تفسير مثل هذه الافعال والاحداث غير الوظيفية .

ويخرج بنموذج  أو مثال مقابل

وعناصر المجتمع الوظيفي يمكن اجمالها :

طل مجتمع يستمر في ترتيب وتنظيم اجزائه .

كل مجتمع هو ترتيب تكاملي لا جزائه

كل جزء يساهم في اداء وظائف المجتمع .

يقوم كل مجتمع على اجماع واتفاق افراده ..

واكن داهرندورف ان نظرية تقوم على هذا النموذج لا توضح ولا تصف حتى ظاهرة الصراع الاجتماعي والتغير .

أهذا الغرض يحتاج المرء الى نموذج مواز له ومعارض لمقولاته :

كل مجتمع دائما عرضه دائما للتغير والتغير الاجتماعي كليا في كل زمان ومكان .

يمر اي مجتمع في كل لحظة بصراع اجتماعي .

كل جزء في كل مجتمع يساهم في تغير المجتمع .

يقوم كل مجتمع على اجبار وقسر افراده لبعضهم البعض .

ثم يبحث عن الاصل البنائي للصراع الاجتماعي، وهذا ممكن في حال فهمنا للصراعات كنضالات بين مجموعات اجتماعية .

فهنا الواجب هو التحليل البنائي للمجموعات المتصارعة من خلال الأسئلة التالية :

كيف تظهر المجموعات المتصارعة في بناء المجتمع؟

ما هو الشكل الذي يأخذه الصراع بين المجموعات ؟

كيف يؤثر الصراع بين هذه الجماعة على تغير البناءات الاجتماعية ؟ 

باختصار عن الاصل البنائي للصراع الاجتماعي في علاقات السيطرة التي تسود وتنتشر ضمن وحدات التنظيم الاجتماعي ، وهنا يبدأ داهرندورف بحث مساءلة السلطة وبناءات السلطة .

جوهر السلطة هو الصراع بين ذوي المصالح المتناقضة في المجتمعات المعاصرة .

ويركز على سيطرة القسر والجبر في نموذج الصراع مع صرورة ان تكون هناك فوارق ولا مساواه بين الناس في تراتبهم ومكانتهم لوجود جماعة تفرض معاييرها على الاخرين وتؤثر على موقعهم في السلطة وفرصهم في الحياة .

والسلطة هي تأكيد اللامساواة لإنها علاقة بين خاضعين وحاكمين، وقوة السلطة لا تحقق بالضرورة التوازن والاستقرار حتى أكثر الأنظمة شمولية تعجز عن ذلك رغم فدرتها على تنظيم المصالح المتناقضة 

ويرى داهرندورف ان الحراك الاجتماعي المستمر يقضي على التناقضات .

بينما يلتقي لويس كوسر وهو عالم اجتماع امريكي  مع الوظيفية لان الصراع في رايه بساهم في تحقيق الوحدة والتماسك، والتكامل هو هدف الصراع، فالصراع له وظيفة خاصة عندما تكون الجماعة مهددة بالمشاعر العدائية والمعارضة اي تحقيق التكيف الداخلي .

وقد تكون وظائف الصراع سلبية أو ايجابية أو كليهما ويفرق بين المنافسة والصراع ، والمنافسة هي صراع غير مباشر ووظائفها ايجابية باستمرار .

من أهم وظائف الصراع الايجابية، والتي قد تجعل الصراع سببا للتقدم والتغير هو انه يمنع تحجر النظام الاجتماعي بممارسته الضغط من اجل الابتكار والخلق .

فالصراع ضمن المجموعات أو بين المجموعات والجماعات يساعد في التجديد، لان الصدام بين قيم ومصالح مختلفة وببن الذي يحدث، وما يجب ان يكون، 

ويرى ان عصر النهضة لم يكن ممكن الحدوث لو لا الصراع والتناقض مع العصور الوسطى .

كما ان الصراع هو تنفيس ومخرج للتوتر الذي كان يمكن ان تكون له نتائج مدمرة في حالة كبته .

ويعود كوسر للتكامل مرة اخرى بمفهوم الوظيفية ان المجتمع المتماسك وشديد التكامل يتحمل الصراع والمجتمع الضعيف فقط هو الذي يخشى الصراع .