دعا الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي جميع الموظفين الحكوميين ونواب الشعب على كافة المستويات , الذين غادروا البلاد للعودة إلى أوكرانيا خلال 24 ساعة .

قائلا الشعب الأوكراني كلفكم ليس فقط في إدارة الدولة بل حمايتها , ويحتم عليكم الواجب ان تكونوا في مثل هذا الوضع معنا ومع الشعب في حماية الوطن .

هذه أوكرانيا , وهذا رئيسها , ماذا عنا نحن يمن الحضارة , يدار اليوم من قبل رئيس وحكومة ومعارضة وقوى سياسية وحزبية وبرلمان وكبار المسؤولين وشيوخ القبائل , من فنادق ومتنزهات وشاليهات الاسترخاء في دول التحالف والعالم المنافق , يستمتعون في مشاهد تدمير وطن ومعاناة المواطن اليمني , استمتاع قتل فيهم ضمائرهم , وفقدوا السيادة والإرادة , وصار تابعين مرتهنين , بعضهم قد تخلى عن الهوية , وتجنس هوية اسياده , لم يعد هناك أمل في مثل هؤلاء .

عن أي امل فيهم او في تحالف , عجز عن تحقيق ما تحالف من أجله, هو الانتصار للدولة الاتحادية , والشرعية الدستورية , وذهب بعيدا عن كل ذلك لمزيد من العبث , في زراعة بؤر انقلاب أخرى على ذات الشرعية , اختارها بعناية من تراكمات الماضي , ومن مصائبه والمصابين بدائه , معززا روح الثأر والانتقام , منعشا الروح الإثنية السلالية , مغذيا أسوأ النعرات المدمرة للمجتمعات وهي الكراهية والعنصرية , تارك المجتمع اليمني يأكل بعضه بعضا , وينهش جسد بعض وعرض بعض , مغيبا أدوات الدولة , واغراق أفرادها في فساد عفن ساهم لحد بعيد في تنفيذ ما يصبوا إليه , وهو انهاك الشعب , افقاره و إذلاله تتفيه مقداره , فيستسلمون لأجندات , القبول بوطن تابع ومرتهن مهان , فاقد السيادة والإرادة , منهوب ومسلوب , تحكمه عصابات نافذين محتمين بالخارج , او حكم أسري أرستقراطي إقطاعي عفن .

كل شي في اليمن صار ملطخ بالفساد، والتبعية والارتهان والعمالة، في وطن فيه المواطن هو الضحية، كل فساد السلطة والمعارضة، واستبداد السلطة في مقابل استبداد المعارضة، وصمت معيب من كل القوى السياسية المنقسمة بين اجنحة الاستخبارات الدولية والعربية، والتخندق مع قوى العنف التي صنعت خصيصا لإدارة اللعبة لمزيد من الانهاك .

هل يدرك المواطن اليوم، وهو يشم روائح نتن فساد القوى التي تتصدر المشهد اليوم في مناطق سيطرتها، ويشهد ما يتعرض له الأحرار والشرفاء، وأصحاب كلمة الحق في اطروحاتهم ونقدهم لبؤر الفساد، وشاهدا على صلافة تلك القوى في معاقبة كل من يفتح فمه استدلالات الفساد وارقامه وسنداته، تعرض الكثير منهم للعقاب وتدمير مستقبلهم إنهاء حياتهم، نحن امام لوبي فساد مستشري في ارجاء الوطن اليمني شماله وجنوبه .

التسريبات لم تجد اذان صاغية، للرد وإقناع الشارع أنها مجرد شائعات، ولم نرى أي تحرك مؤسسي رقابي، يحقق ويدين او يبرأ، ويحاسب ويعاقب، لم نشهد أي تحرك جاد وصادق لمحاربة الفساد، والمهزلة ان بعض القوى شكلت في هيكلها هيئات تحارب فساد الآخر، وتدافع عن فسادها .

سمعنا وتابعنا شرفاء وأحرار تطرقوا لفساد , وتعرضوا لصلف العقلية والعقاب , في النقل والكهرباء , وعن شراء طائرة متهالكة , وقرأنا عن المضاربة بالعملة , واستنزاف الودائع المقدمة من التحالف , والبسط عن الأراضي والمتنفسات , والبناء في مساحات المدارس , وتضييق الخناق على متنفسات النشاط الرياضي والثقافي ,والسواحل والجبال , ونهب المال العام , وفرض الجبايات والاتاوات , والتقطع والاغتيال والقتل , والسجون السرية للناشطين والحقوقيين وكل صوت حر يعلن رفضه للفساد والافساد , للفقر والجوع والمخافة , لكن دون ان تتحرك الة العدالة , الغارقة في التخندق مع قوى العنف والفساد .

لم يبقى غير الشعب المعني اليوم بإصلاح حال البلد , اذا أراد ان يحارب الفقر والجوع والمخافة , والقهر والظلم , يركز بشكل أساسي لمحاربة الفساد والفاسدين في كل المؤسسات المعنية بحياته , كانت في السلطة او المعارضة , وهما جسد واحد متعفن فساد , يحتاج لعمليات استئصال العفن , بتشكيل رقابة شعبية من شرفاء البلد واحرارها, حقوقيين محاميين وقضاء ومثقفين وشخصيات اجتماعية يشهد لها بالنزاهة والمواقف الوطنية مع الحق ولا شيء غير الحق , والحق اليوم , هو ترسيخ النزاهة على شكل دولة ومؤسسات تعيد ترتيب الأولويات , لتصحيح الوضع , وإصلاح ما دمره الصراع والتناحر , وإصلاح الملعب السياسي , لتحقيق إرادة شعبية , هي من تختار من يحكمها , وتحدد شكل الدولة , كموظفين تحت سلطة الشعب , لا كملاك للسلطة والقوة المسلحة التي تنتج نظام دكتاتوري عفن , يقوده صنم , يدار من أروقة الاستخبارات الدولية والإقليمية .