هو ابن اليمن الحنون كبحر الصيف، والصلب كالقلعة، المهاجر كآلاف المهاجرين الذين غادروا إلى الشتات مُثقلين بالهم والغربة، لكنّهُ من القِلة اللذين عادو مقاتلين بكل مافي هذا القتال من شجاعة وصدق وإقدام، وبالرغم من ثقافته وإنسانيته وصلابة معتقده؛كان يميل للصمت واتخاذ ركن منزوٍ عن ضوضاء الاحتلال الإعلامي وتذمّر الشوارع التي عانت من الحرب بعجز وقلة حيلة..
يُمثل شهيدنا صورة عميقة رائدة واستثنائية للمقاتل الذي يتحرك بدافع عميق صلب لا ينضب، الكاتب الذي يكتب بقلمه ما يثبته بدمه، القائد الميداني الفذّ الذي يعرف أين يضع قدمه، والإنسان الذي يملئ قلبه الإيمان بالله إذ أنه قارئ جيّد للتاريخ عارف بسنن الله في الكون ومن يملك هذا العلم لا يغزو اليأس قلبه..فاليأس عمل العاجزين الحمقى..
لم يتنازل عن قضية آمن بها ودافع عنها عمره كله في السلم والحرب، بالقلم والعلم والأخلاق والبندقية..
هو مثال حي لفكرة عاشت ولم تمت حتى صارت نبتة في القلب لا تموت، حتى صار ندًا وانتصر، واندحر عدوه مع أول قطرة سالت من دمه،
هو مثال حي لمقولة غسان كنفاني أن الإنسان في آخر الأمر قضية، وأن أكتاف الرجال خُلقت لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أوعظاما في جوفها.
رحمك الله رحمةً واسعة وانزلك منازل الشهداء والصادقين ..
