وصل المبعوث الأممي الخاص باليمن هانس غروندبرغ إلى صنعاء قبل ثلاثة أيام للقاء بقيادات المليشيات الحوثية الإرهابية.
وهذه الزيارة تعد الأولى منذ توليه منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن .
الزيارة في ظاهرها تثبيت الهدنة المزعومة في اليمن بين مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية .
ولكن زيارة المبعوث الأممي العاصمة صنعاء من أجل إنقاذ المليشيات الحوثية الإرهابية التي تعيش في حالة تخبط وارتباك مما يحدث في الساحة السياسية من تغيرات. ومما حدث لها في الجبهات من استنزاف لقواتها قبل إعلان الهدنة الإنسانية. وأيضاً كانت الزيارة بالتأكيد معد لها مسبقا من التحالف العربي وبالتنسيق مع عمان .
الملفت للنظر والأمر الذي يدعي الاستغراب أنه بعد أن وصل المبعوث الأممي صنعاء وبعد وصوله بيوم أطلقت المليشيات الحوثية الإرهابية صاروخين على مأرب. فهل أعطاهم المبعوث الأممي ضوء أخضر لذلك وهو الذي يتحدث عن تثبيت الهدنة الإنسانية. وقال المبعوث الأممي أنه ناقش مع المليشيات عدد من المواضيع منها فتح الطرق بين تعز وبعض المحافظات الأخرى. وأيضاً موضوع توحيد العملة بين بنك صنعاء وبنك عدن. وهذا يأتي تمهيدا لما اسموه الحل السياسي في اليمن .
التناقض العجيب الذي ظهر في خطاب المبعوث الأممي. هو أنه قال إن الزيارة لتثبيت الهدنة الإنسانية والتمهيد لفتح مطار صنعاء. ولكنه أردف قائلا ونأسف على الخروقات المستمرة للهدنة والتي لم يستطيع توضيح الطرف الذي يستمر في خرق الهدنة منذ بداية سريانها. الأمم المتحدة وكعادتها هي المنقذ الوحيد للمليشيات الإرهابية وهي التي تمدها بالدعم المادي واللوجستي دائما. غادر المبعوث الأممي صنعاء بعد زيارة خاطفة استمرت ثلاثة أيام واصفاً هذه الزيارة أنها تكللت بالنجاح المطلوب الذي يريده. وقال نه متفائل في الجدية التي لمسها في النقاشات مع المليشيات الحوثية الإرهابية .
يا ترى ما وراء هذه الزيارة الخاطفة وما الذي يدور خلف الكواليس وهل أقنع المبعوث الأممي المليشيات في الحد من معاناة الشعب اليمني وانهاء الحرب. وهل أمر توحيد العملة بين صنعاء وعدن من اختصاص المليشيات الحوثية أم أنه يريد اضفاء الشرعية للمليشيات الإرهابية. فعندما تتحدث عن عملتين مختلفتين فبدون شك أنك تعترف أن هناك دولتين وليس حكومة شرعية ومليشيات اغتصبت السلطة بقوة السلاح. ولماذا قبلت المليشيات الحوثية هذه الزيارة للمبعوث الأممي وهي التي ترفض زيارة المبعوث منذ توليه منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن .
وهل هذا الزيارة لها علاقة بالقرارات التي ستصدر من قيادة المجلس الرئاسي حول العملة والبنك المركزي . عموما لا تزال هذه الزيارة محل غموض. ولكن الايام كفيله بأن تظهر كل شيء . لأن الحرب مع مليشيات الحوثي الإرهابية لا تحلها مفاوضات ولا حوارات ولا بعثات أممية ولن يحلها إلا الحسم العسكري غير هذا مستحيل .
لأن المليشيات الحوثية لا تؤمن بالسلام فهي تعيش على الحرب ومعاناة الشعب اليمني. لتحقيق اطماع خارجية لإيران وأمريكا وبريطانيا. وان الأمم المتحدة تتعمد إطالة الحرب في اليمن لصالح الدول المذكورة انفا .
ولا يهمها ما يعانيه الشعب اليمني بقدر ما يهمها مصلحة الدول المستفيدة من الحرب في اليمن .
لذلك يجب على الشعب اليمني عدم التفكير بالحلول الأممية فإنها مجرد أمنيات لا غير . وعلى جيشنا الوطني أن يكون على أهبة الاستعداد فالمليشيات لا تعرف إلا قوة السلاح وان لا يصدق لأي هدنة أو مشاورات سلام .
