;
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

استشعار وتهريج 1193

2022-04-24 01:01:59

فيما يشبه الاستشعار المسبق لما قد تؤول إليه الأمور ، وخاصة بعد وصول قوات العمالقة في فبراير الماضي إلى حريب بعد استعادة عسيلان وبيحان وعين في محافظة شبوه من أيدي الحوثيين ، يقال أن الايرانيين طلبوا من الحوثيين أن يتعاملوا بإيجابية مع دعوات السلام ، وأن يتخلوا عن الشطط والتهريج ، وأن شروط السلام بالنسبة لهم في هذا الوقت هي أفضل من غيره،.. فالظروف متقلبة ، وما يعتبر اليوم مناسباً قد لا يكون كذلك مستقبلاً .

ولهذا الغرض حمل مندوبهم في مسقط هذا الطلب على وجه السرعة يرافقه وفد من عمان ومستشار في مكتب رئيس الحرس الثوري الإيراني في زيارة وصفت بالعاجلة والسرية في شهر مارس من هذا العام . 

shape3

في صنعاء انقسم الحوثيون حول هذا الطلب ، وكان المتشددون يصرون على أن إسقاط مأرب هو العنصر الحاسم في المسألة والذي تستكمل معه الظروف المثالية للحديث عن السلام بالنسبة لهم . ولتأكيد عزمهم على رفض الطلب قامت جماعة المتشددين بأخذ الوفد الى مخازن ضخمة للصواريخ والمسيرات وغيرها من الأسلحة وقالوا للوفد بنزق إن من يملك هذا السلاح لا يذهب إلى السلام ، بل إن السلام هو الذي سيأتي إليه . 

قال لهم مستشار الحرس الثوري الأفضل هو أن تذهبوا للسلام وانتم تمتلكون هذا السلاح ، بدلاً من أن تضطروا الى ذلك وقد خسرتموه . 

لم يفهموا الرسالة التي تضمنتها ملاحظة المستشار إلا بعد أن دار نقاش طويل بينهم ، ومفادها أنه لا اختيار لكم في أن تذهبوا أو لا تذهبوا ، وإن الذي يمدكم بهذا السلاح هو الذي يقرر الوقت المناسب . 

كانت التبدلات في المشهد السياسي اليمني عموماً قد أخذت تبين بوضوح أن ذلك الاستشعار الايراني لم يكن مجرد تخمين بقدر ما كان قراءة مسبقة للتطورات المتسارعة والتي لم يستطع تهريج الحوثيين فهمها أو استيعابها ، وجاء التوافق الوطني في الطرف الآخر من المعادلة بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، وقرار عودة جميع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى عدن تعبيراً عن هذه التطورات بما تضمنه ذلك من رص الصفوف واغلاق منافذ الخلافات التي طالما تسلل منها الحوثي وكانت مصدر " قوته" ، ورافق ذلك الهدنة التي وجد فيها الحوثيون فرصة لإعادة قراءة المشهد بناء على طلب إيران .

في الحوار المتواصل بين الحوثيين وحلفائهم الايرانيين بشأن الاستجابة للدعوة الأممية لمشاورات السلام ، راهن الحوثيون على أن هذه التغيرات في المشهد لن تصمد طويلاً ، وأصروا على أن التوافق السياسي الوطني في الطرف الآخر مجرد توافق هش لن يدوم طويلاً ، وأنهم يرون أنه لا داعي للاستعجال بقبول السلام . ويبدو أنهم توصلوا مع حليفهم على حل وسط وهو الانتظار حتى نهاية الهدنة لمعرفة ما الذي ستؤول إليه الأمور ، وأن موقفهم ، كما يقولون ، سيتقرر في ضوء صمود هذا التوافق وتفوقه على كل التحديات الماثلة أمامه في توحيد جبهة قوى معركة استعادة الدولة من عدمه . 

  ليس هناك من خيار سوى الصمود والنجاح ، أعضاء مجلس النواب من الجنوب والمناطق المحررة فرصتهم أن يذهبوا إلى حاضناتهم الشعبية وبإمكان كل واحد منه أن يستضيف زميل له أو زميلين ، وكم سيكون ذلك رائعاً وهم يستعيدون العلاقة والارتباط بدوائرهم في أهم لحظة من لحظات التصدي التي سيكون لها ما بعدها من نتائج . 

ذكرت تحديداً مجلس النواب لأن المسألة الأهم في تطورات المشهد هي اعادة بناء الثقة بالناس .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد