وصل المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ونوابه في اليومين الماضيين إلى جدة في المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية حسب ماورد في وسائل الإعلام المختلفة . هذا وكان التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات قد انشئ المجلس الرئاسي اليمني بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي وسبعة نواب ليحل محل شرعية الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي .

وكان مهمته نقل صلاحيات الرئيس هادي إلى المجلس الرئاسي اليمني . وان كان هذا التشكيل مخالفا للدستور اليمني إلا ان الشعب اليمني تفاءل كثيرا بهذه التغيرات في المشهد السياسي وتوحد القوى اليمنية تحت هدف واحد وهو مقاتلة المليشيات الحوثية الإرهابية التي انقلبت على الشرعية اليمنية في عام 2014 .

  وفي الوقت الذي أنتظر فيه اليمنيين كافة بارقة أمل لأن تصرف مرتباتهم وتفتح المنافذ والمعابر وفك الحصار عن محافظة تعز .

والضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية لفتح المطارات والموانئ التي تحت سيطرتها. إلا أن هذه الأحلام تبخرت في أيامها الأولى . بعودة المجلس الرئاسي إلى السعودية والإمارات.

هذا وتأتي هذه الزيارة بعد  عشرة أيام من عودته إلى عدن لأداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب . يبدو أن العودة إلى عدن كانت فقط لإداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب ومنح حكومة معين عبد الملك الثقة.

فحكومة معين عبد الملك التي انتجتها الإمارات تغرق بالفساد المالي والإداري منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في 2018 ليعود المجلس الرئاسي اليمني وكافة نوابه إلى المملكة العربية السعودية والإمارات في زيارات رسمية حسب تسميتهم لها .

استغرقت الزيارة يومين للمملكة العربية السعودية، التقى فيها رئيس المجلس الرئاسي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده محمد بن سلمان، ليتجه رئيس المجلس الرئاسي ونوابه بعد يومين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. 

فهل هذه الزيارة من رئيس المجلس الرئاسي هي زيارة رسمية ومن دولة مستقلة ذات سيادة أم أنها استدعاء للمجلس الرئاسي من قبل السعودية والإمارات التي اصبحتا تتحكم بالملف اليمني كامل . 

  وإذا كان التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات قد رمى بكل ثقله لتغيير الرئيس هادي وتشكيل المجلس الرئاسي. وإذا كانت السعودية والامارات استطاعت عبر الرئيس هادي استبعاد من تريد من المشهد السياسي والعسكري فان المجلس الرئاسي يعتبر أرض خصبه لتنفيذ ما يريد التحالف بالحرف الواحد. لا أعتقد انها زيارة رسمية لمناقشة الملف اليمني وايجاد الحلول المناسبة والتي منها تحريك كافة الجبهات وتحرير الشعب اليمني من مليشيات الحوثي الإرهابية . وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن كونها المدينة التي ستدار الدولة منها. فعودة المجلس الرئاسي إلى السعودية وزيارته للإمارات يسودها الغموض .

  ماذا يريد التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات من الرئيس العليمي في هذا التوقيت بالضبط . وهل يستطيع رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي كرئيس شرعي لدى التحالف أن يكون له موقف يحسب له كرئيس علق الشعب اليمني اماله عليه . وماهي الملفات التي ستكون ضمن أولوياته. وهل يستطيع ان يكون حليفا لدول التحالف أم أنه سيتم ضغطه كما ضغط هادي من قبله .

لا نستطيع أن نحكم على الدكتور رشاد العليمي في أول موقف ولكن ربما تكون هذه الزيارة هي اختبار للرئيس الجديد .

ومن المؤكد أن التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات هدفه واضح في اليمن وبما أنه شكل مجلس رئاسي حسب الطلب . فهدف الزيارة الرسمية الأولى واضحة للعيان .

  وما عجز التحالف تمريره عبر الرئيس هادي سيمرره عبر رئيس المجلس الرئاسي اليمني .

أخيراً فالشعب اليمني قد سئم من الحرب منذ ثمان سنوات . ولكن الشعب إذا ثار لن يعجزه شيء أن يأخذ حقه المشروع . فثلما ثار ضد الإمامة عام 1962 طرد الاستعمار البريطاني في عام1963.

وقاوم المليشيات الحوثية الإرهابية من عام 2004 الى الآن .

فانه قادر اقتلاع أي طاغيه أو فاسد بأي طريقة من الطرق . فان الحقوق لا توهب ولكنها تنتزع .