معاوية ابن أبي سفيان، صحابي جليل وأحد كتاب الوحي وصهر النبي -صل الله عليه وسلم-.
كان أحد أهم رجال الدولة في عهد صدر الإسلام، حكم إقليماً استراتيجياً على تخوم الإمبراطورية البيزنطية العظمى آنذاك، وحافظ على الثغور وفتح وأرسل الغزوات إلى عمق الدولة البيزنطية، وكرس دوره كأحد أعظم آباء ومؤسسي الدولة الإسلامية بعد الخلافة الراشدة.
يحق للمسلمين أن يتعرفوا على هذا القائد العظيم والفاتح العتيد، الذي أعطى للدولة الإسلامية ثقلها العالمي.
حسناً فعلت قناة أم بي سي وهي التي انحدرت كثيراً في إنتاجها الإعلامي في سنوات استهداف الوعي الديني الأخيرة أن مولت إنتاج مسلسل عن حياة معاوية.
وقف معاوية أبي سفيان وقفة مسؤولة إزاء استشهاد الخليفة الثالث عثمان ابن عفان أمام أنظار الصحابة في مدينة رسول الله، على يد غوغاء الأمصار الذين سيشكلون نواة الانحراف الواضح عن عقيدة المسلمين والتي تتجلى اليوم لدى أتباع الدين الشيعي.
لا يحق لمقتدى الصدر صاحب النهج المختل والعقلية المضطربة، والذي يتزعم مليشيات قتل طائفية تمثل بامتياز امتداداً سيئاً لفرقة السبئية التي قتلت عثمان ابن عفان -رضي الله عنه- واستهدفت الدين الإسلامي طيلة القرون الماضية، لا يحق له أن يعترض على مسلسل معاوية.
استهداف معاوية هو الذي يبرر استمرار القتل الواسع للمسلمين اليوم في العراق والشام ولبنان واليمن على يد متطرفي الدين الشيعي من السبئيين الجدد الذين يعتقدون أنهم يثأرون من معاوية ويزيد رغم أنهم يقيمون دولة الباطل على الأرض الذي فتحها هؤلاء الملوك العظام.
هناك طائفة ناعمة من المسلمين الذين يسوغون لهؤلاء المتطرفين استهداف الإسلام والمسلمين لدوافع سلالية، محكومين باعتقاد خاطئ مفاده أن المسلمين ظلوا طريقهم عندما لم يقروا لعلي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- بخلافة رسول الله كاستحقاق عائلي، ويسوقون الدعاية السوداء القائلة إن مصائب الدنيا بدأت منذ أن ذهبت الخلافة لأبي بكر وعمر وعثمان.
لقد قام الخلفاء الراشدون الأربعة بواجبهم كقادة واجتهدوا كبشر وتلاميذ مخلصين للرسول، ولم يكن لدى أحدهم قوة إعجازية لمنع ما حدث بمن فيهم علي بن أبي طالب الذي شهدت خلافته اندلاع أول جولة من الحروب الأهلية، وما كان بمقدوره أن يمنعها رغم ما ينسبه إليه اتباع الدين الشيعي من معجزات خارقة وقدرات مذهلة.
