;
ياسين التميمي
ياسين التميمي

نحو اصطفاف وطني لمواجهة صفقة آل جابر 922

2023-04-15 02:45:18

لا أحد ينكر أن الزيارة المعلنة للسفير السعودي محمد آل جابر لصنعاء، شديدة الوطأة على اليمنيين، وهي شبيهة إلى حد كبير بسقوط صنعاء، الذي كانت السعودية سببا رئيسيا في حدوثه، رغم أن مخططها كان يقضي باستحداث ساحة حرب إلى الشمال من العاصمة بين قوى التغيير والحوثيين مما يحقق هدف إنهاء ربيع اليمن عبر حرب أهلية مسيطر عليها.

لم تكن السعودية ضعيفة عسكريا، كما لم يكن حلفاؤها اليمنيون عاجزين عن هزيمة الحوثيين، لكن المملكة ومعها الإمارات استثمرتا بسخاء في تفكيك الجبهة المناهضة للانقلاب، ومنعهم من تحقيق الانتصار المستحق. وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل أن طائرات التحالف، ألقت بجزء كبير من ذخائرها على رؤوس الجيش الوطني والمقاومة، مع كل تقدم كان هذا الجيش يحققه على حساب مقاتلي الحوثي في كل الجبهات.

تعرض الجيش الوطني والمقاومة والأحزاب السياسية المساندة لهما لحملة تشويه وتضييق من قبل دولتي التحالف ومنابرهما السياسية والإعلامية، وللأسف الشديد انجر وراء هذه الحملة أنصار الأحزاب التي كانت جزءا من تكتل اللقاء المشترك، الذين صفقوا وهللوا لدخول مقاتلي جماعة الحوثي إلى صنعاء، وبدا الأمر بالنسبة لهم بأنه جولة الحسم المنتظرة منذ عقود لإخراج الجماعة السياسية التي كانت أهم مكونات اللقاء المشترك، من المشهد السياسي.

سبق لعلي عبد الله صالح أن سخر من "ثورة 21 سبتمبر" قائلا في مقابلة تلفزيونية: "ليست ثورة التي تقوم ضد علي محسن"، وهي إقرار بعبثية ما جرى في ذلك التاريخ، بعد أن فقد الأمل في إعادة تحجيم الحوثيين بعد التدخل العسكري للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.

اليوم هناك فرصة لأن تراجعا الأحزاب وخصوصا التي كانت منضوية ضمن تكتل اللقاء المشترك مواقفها، وأن يعيد أنصارها وناشطوها النظر في مواقفهم الخاطئة تجاه شركاء المعركة، بعد أن تبين أن السعودية تمضي قدما دون أن تلتفت لأحد، في تحديد مصير الحرب وإهداء نتائجها إلى جماعة الحوثي.

كان الجميع يفرغون كل أضغانهم ضد حزب بعينه هو الإصلاح، لإرضاء أسيادهم في اللجنة الخاصة، في وقت يتدافع أنصار هذا الحزب بشجاعة نادرة نحو الجبهات لمواجهة الجماعة الانقلابية، وإفشال مخططها للسيطرة على اليمن، وسلبها كرامتها ومواردها، وقد نجحوا ومعهم زملاؤهم من المقاتلين اليمنيين من كل مناطق اليمن في إجهاض طموحات الجماعة الانقلابية في كل من مأرب وتعز والضالع وفي الحديدة.

وللأسف قوبلت تضحياتهم بالتشكيك والتسقيط، والاتهامات الباطلة، اتهم هؤلاء المقاتلين بالتواطؤ مع الحوثيين والتخادم معهم، وكاد البعض أن يصدق هذه الافتراءات والتي توافقت خلال السنوات الماضية مع ما كانت يطرحه الإعلام السعودي والإماراتي.

لم يرتم رجال الله في أحضان أعدائهم، وللأسف الذي ارتمى في أحضان الميلشيا الموالية لإيران، هو السعودية قائدة التحالف، رغم كل ما تتمتع به من ثقل إقليمي ودولي، اقتصاديا وعسكريا، وما تتمتع به من رمزية دينية، وحضور في قلب المشهد الإسلامي كقائدة تتمتع بكلمة مسموعة.

الصفعة القوية التي وجهتها السعودية لحلفائها، قللت من منسوب الإساءة للإصلاح والإخوان، وهذا شيء إيجابي، ومكسب ينبغي البناء عليه، من أجل إعادة تشكيل جبهة وطنية متحررة من التعقيدات والأزمات، لاستعادة الدولة من أعدائها، وإفشال الصفقة المشبوهة التي جاء السفير السعودي محمد آل جابر لعقدها مع جماعة الحوثي ضمن تخادم واضح يحقق للسعودية هدفها في إعادة التموضع من طرف أساسي ومتحكم في الحرب، إلى وسيط وارعي، في مقابل حصول الحوثيين على الاعتراف بسيطرتهم على شمال اليمن والكتلة السكانية الأكبر في البلاد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد