إن استغلال مليشيات الحوثي لمناسبة عاشوراء لتحقيق غاياتها السياسية والطائفية يشكل نموذجًا سلبيًا للاستخدام المشوه للدين لتحقيق مصالحهم الشخصية. إنها استراتيجية خطيرة تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع اليمني وتعميق الانقسامات الطائفية، مما يعزز التوترات والصراعات التي يعاني منها البلد بالفعل.
لقد استغلت مليشيات الحوثي عاشوراء لإظهار قوتها وتأكيد سطوتها وسط الشعب اليمني، ولكن بطرق تحفل بالتعصب الطائفي والتحريض المذهبي. فقد قامت تلك المليشيات بطباعة اللوحات الدعائية الطائفية والأعلام والبروشورات، وصرفت مبالغ ضخمة لتحسين صورتها في وجه الشعب. هذا الأمر لا يعكس سوى استعداد المليشيات لإهدار المال العام على غرض سياسي وتوظيف طائفي.
لا يمكن تجاهل الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعاني منها اليمنيون، والتي تتمثل في تدهور البنية التحتية وانعدام الخدمات الأساسية. معاناة الشعب اليمني في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية أمر مؤلم، ويتطلب توجيه جهود كبيرة للتخفيف من آثار هذه الأزمة الإنسانية. ومع ذلك، تنفق مليشيات الحوثي المليارات من الريالات على الاحتفالات الطائفية، مما يؤكد قلة اهتمامها بحالة الشعب واحتياجاته الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل سخرية البعض من السلوكيات الغريبة التي يتبعها الحوثيون في احتفالهم بعاشوراء جزءًا من الصورة النمطية السلبية التي يتمتعون بها. إذ تعتبر الاحتفالات الدينية وسيلة للتعبير عن الشعور بالحزن والتأسف والتأمل، إلا أنه يبدو أن المليشيات الحوثية تغيّرت هذه الرؤية، إذ تعتبرها فرصة للتحريض على الطائفية والتفرقة الدينية.
في الختام، يتضح أن استغلال مليشيات الحوثي لمناسبة عاشوراء لأغراض توظيف طائفي وسياسي يعكس عدم اهتمامها بمصلحة الشعب اليمني وحاجاته الأساسية. على الرغم من أهمية الحفاظ على التراث الديني والثقافي في المجتمع، إلا أن تحويل هذه المناسبات إلى أدوات سياسية تؤدي فقط إلى تعزيز الانقسامات والتوترات في المجتمع. يجب على مليشيات الحوثي أن تقدم الأولوية لمصلحة الشعب اليمني وتعمل على تحسين وضعهم الإنساني بدلاً من استغلال مناسبات دينية لتحقيق أجنداتها السياسية.
