;
علي أحمد العِمراني
علي أحمد العِمراني

ولكن بنظام ! 542

2023-08-25 02:08:40

أباح الإمام أحمد، للقبائل التي احتشدت معه في اجتياح صنعاء عام 1948، نهبها وسلبها! ولما شاهد أحد سكان صنعاء، (يقال له الحلبي) المقتحمين، ينهبون بيته برعونة وفوضى وتكسير وتخريب؛ قال لهم : إنهبوا … ولكن بنظام! 

shape3

لا أحد ضد استثمار أشقائنا في اليمن، في قطاع الاتصالات أو غيره، بل نرحب بهم كثيرا ودائما؛ ولكن لا بد أن يكون ذلك بنظام، ووفقاً للقانون، وبما يراعي مصالح اليمنيين وحقوقهم وكرامتهم.

من الزعماء العرب الذي ظلوا محل احترام اليمنيين، الشيخ زايد بن سلطان، وكان الشيخ العروبي الشهم، محل احترام مجمل الشعوب العربية.

منذ غزو الكويت المشؤوم من قبل العراق، تغير موقف الشيخ زايد تجاه اليمن، استناداً إلى دسائس، مؤداها أن الرئيس صالح كان متفقاً مع صدام على تقاسم جزيرة العرب، بحيث تكون الإمارات من نصيب صالح؛ وكانت تلك دسائس تبنتها جهات معلومة، مغرضة، تخدم مصالح تتضارب مع مصالح اليمن.

والحقيقة؛ فإن اليمن لا تطمع في أحد؛ ولم تعتدِ على أحد يوماً، وكل ما تتوخاه هو العيش بوئام وسلام، مع جميع أشقائها، وأثبتت اليمن ذلك في كل العهود والمواقف، وتم توقيع ترسيم الحدود مع أشقائها وجيرانها بعد وحدة البلاد عام 1990، وقد لجأت إلى التحكيم في شأن جزيرة حنيش عندما احتلتها إرتيريا بالقوة عام 1995، وتحاشت الحرب التي كان يحرض عليها ويتوقعها كثيرون، على الرغم من العدوان العسكري على الجزيرة حينذاك.

أيد الشيخ زايد الوحدة اليمنية عام 1990 بحماس؛ وقال لي السفير محمد الخاوي، في مكتبه في أبو ظبي في أبريل 1991، إن الشيخ زايد أعلن يوم 22 مايو 1990 عطلة في الإمارات، ابتهاجاً بتحقيق وحدة اليمن، غير أن موقف الشيخ زايد تغير بعد ذلك، وكان من أشد الداعمين للانفصال عام 1994، ومثله كان السعوديون حينها، ولكن باندفاع وحماسة أقل كما يبدو، وقال الملك فهد للشيخ عبدالله الأحمر؛ أثناء حرب 1994، إذا كنتم قادرين على حزم الموقف فلا تتأخروا، وفقاً لمذكرات الشيخ الأحمر، وبالمقابل تحدث الشيخ الأحمر عن احتدام اللقاء بينه وبين الشيخ زايد، حينذاك، على نحو لم يعهده الشيخ الأحمر في أي لقاء له مع أي أحد.

بعد عشرين عامًا من حرب الانفصال، جاءت كارثة الحوثي، وعلى إثره تدخل التحالف العربي، وكان الشعار والهدف المعلن، استعادة الشرعية في اليمن، والحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه.

اليمنيون من ضحايا الحوثي، أملوا في تحالف الأشقاء خيراً، لكنهم بعد تسع سنوات من الحرب يشعرون بخيبة أمل كبيرة، وبمرارة عميقة.. حيث صار التحالف أبعد ما يكون عن الأهداف المعلنة، وعن الآمال التي عقدها عليه اليمنيون في البداية، فالشرعية لم تعد إلى صنعاء، وإنما لم يسمح لها بالبقاء في عدن أيضاً، وأُطيح بها في النهاية، وتم تعيين مجلس رئاسي، من قبل التحالف العربي نفسه، وتُرك الحوثي ليكون أكثر قوة وعنجهية مما كان، وصار الأشقاء يخطبون وده، وأصبح دعم مشروع الانفصال والتجزئة هو الأكثر وضوحاً، وزخماً وصراحة.

مرت سنوات من الحرب، وكانت السعودية تبدو وكأنها تمضي خلف الإمارات دون اعتراض، وتلتزم الصمت إزاء تنفيذ أجندة إماراتية خطيرة تجاه اليمن، مضمونها الواضح السيطرة على ما يمكن تسميته "اليمن المفيد" المتمثل في الجزر اليمنية والممرات البحرية، والموانئ، وتبني ودعم تجزئة اليمن.

 بقدر ما أن السعودية، مسؤولة تجاه اليمن واليمنيين، منذ تدخلها في اليمن، وسيطرتها، على قرار الشرعية اليمنية، إلى حد تعيينها قيادة "للشرعية اليمنية" مع شريكتها الإمارات، فإن السعودية دولة عربية قائدة، منذ عقود، وتكاد أن تكون وحدها الآن في الميدان، ويُنظر إليها أنها تتحمل مسؤولية تاريخية وأدبية، تجاه الكثير مما يجري في الوطن العربي، فالقيادة التزام ومسؤولية وتبعات، أما في اليمن، فمسؤوليتها، علاوة على ما ذُكر أعلاه، موضوعية وقانونية أيضاً.

وعلى الرغم من فشل التحالف الذريع في اليمن، فإن السعودية لا تبدي أطماعاً في مواقع أو ثروة في اليمن، وفضلا أنه لا يحق لها ولا لغيرها ذلك، فهي لا تحتاج إلى أي شيء من ذلك، وهي تعلم بأن حدودها معروفة مع اليمن ومرسمه، عدا ما يفسره البعض، من خصوصية اهتمامها بشرق اليمن دون سواه، أو على الأقل، أكثر من سواه، لكنها مسؤولة أيضاً على أفعال شريكتها، الإمارات التي لا تخفي أطماعها في اليمن، جزرا وبحاراً وموانئاً؛ إضافة إلى تبني ودعم مشروع الانفصال والتجزئة.

وللأسف، فإن مسؤولين يمنيين، ممن تبناهم التحالف وعينهم بنفسه، مستعدون لبيع أي شيء في اليمن، بأي ثمن، وحتى دون ثمن.. وعندما التقت اللجنة البرلمانية بالعليمي، لتطرح عليه تساؤلات البرلمان، عن صفقة شركة NX ؛ قال للجنة؛ خلوا الحكومة تشتغل!

 اليمنيون يحترمون الأشقاء العرب جميعاً، ما عدا من يتسبب بخراب بلدهم أو يطمع فيها، أو يهدف إلى تجزئتها، وكثير من اليمنيين يثقون في السعودية، أو ما يزالون، وهي المسؤولة أمام اليمنيين، وأمام التاريخ، والعالم، وما نزال بانتظار دور أكبر لها تجاه اليمن في وضعه الحالي، وموقفاً أكثر حزماً مما كان ومما هو الآن؛ ومنذ ازدياد تفشى العبث والمخاطر والأطماع والتخريب.

ونقول للطامحين، فيما يحقق الخير لنا ولهم، وليس للطامعين، مرحبا بكم، ولكن بنظام!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد