١- اخترت هذا العنوان لمقالتي وهو عنوان لكتاب (تريتا بارزي) إيراني أمريكي يتحدث فيه وبشكل موضوعي على حلف المصالح بين إيران وأمريكا وإسرائيل، الحلف القديم المتجدد، لستُ مهووسا بنظرية المؤامرة ولكن أؤمن بالتحليل المبني على المعلومات والمعطيات.
٢- تسربت معلومات بعد مقتل هنية عن زيارة وفد أمريكي لطهران يحمل رسالة حاسمة، تضع قواعد جديدة للعلاقات الأمريكية الإيرانية، وضمن ما تسرب أن الوفد أبلغ الإيرانيين بالآتي:
أ- يجب العودة فورا للاتفاق النووي.
ب- غير مسموح العبث بأمن إسرائيل، وبالاستراتيجيات الأمريكية بالمنطقة، وبإمكانكم الرد على مقتل هنية لرفع الحرج عنكم ومستعدين للاتفاق على أهداف معينة يتم قصفها.
ج- سمحنا لكم طيلة العقود الماضية بالتمدد بالشرق الأوسط لأنه كان غير ضار بنا، أما الآن فيجب التنسيق معنا وبشكل مباشر.
د- إذا لم يتم الالتزام بهذه الشروط فالثمن هو إسقاط النظام الإيراني، وسيتم استهداف جميع مواقع البنية التحتية الإيرانية وإخراجها من الخدمة، مما سيؤدي حتما لانطلاق ثورة شعبية تُدعم من أمريكا وسيسقط النظام، وإذا اقتضى الأمر إسقاط بشار فسنقوم بذلك وثمن إسقاطه لا يكلف أكثر من صاروخا واحدا يستهدفه وتطوى صفحة نظام الأسد للأبد.
*فرضية تصفية هنية من قِبل الإيرانيين عادت من جديد بعد إعلانهم عن توافقاتهم الجديدة مع الأمريكان فلا يستبعد ذلك مطلقا، وكذلك لا نعلم هل التفاهم مع إيران تم قبل مقتل هنية وعلى ضوءه ضُحيَّ بهنية، أم جاء بعده.
٣-استلم رأس النظام الإيراني (خامنئي) الرسالة وتابع التفاوض مع الأمريكان حولها مما أدى إلى انخراطه بصفقة جديدة مع أمريكا حفاظا على نظامه وكذلك لضمان سلاسة انتقال السلطة لولده حال وفاته، والانتقال السلس لن يكون إلا إذا غضت أمريكا النظر عن ذلك وسمحت للسلطات بقمع الشعب الإيراني الذي سيحتج حتما على ذلك.
٤- دخول الصفقة حيز التنفيذ: هناك ٤ معطيات تشير لدخول الصفقة حيز التنفيذ وهي:
أ- عدم الرد على مقتل هنية بشكل مباشر أو بعد فترة وجيزة، بعدما هددوا مرارا وعلى لسان مرشدهم.
ب- الرد الهزيل لحزب الله ودعوته لسكان الجنوب للعودة، مما يعني العودة لقواعد اللعبة السابقة وانتهاء التصعيد فعليا مع إسرائيل مع إبقاء بعض المسرحيات الشكلية للاستهلاك المحلي.
ج- إعلان خامنئي العودة لمفاوضات الملف النووي!
د- تغريدة خامنئي حول تصديه للجبهة اليزيدية (الدول السنية)، هذه التغريدة تعد من أخطر ما صدر عن شخصية شيعية منذ فتوى السستاني المؤسسة للحشد، بل هذه أخطر.
فهو يقول بفتواه هذه سأستمر بوظيفتي الأصلية وهي إشعال الحروب والفتن داخل العالم الإسلامي ولا شأن لي بإسرائيل وأمريكا مقابل استمرار غض النظر عن تمددي الإقليمي وضمان عدم استهداف نظامي.
بهذه التغريدة قدم خامنئي أوراق اعتماد جديدة لأمريكا!!
٥- إذا استجاب الإيرانيون لطلب إسرائيل بتأمين الحدود وضبط تسليح سوريا والمليشيات بسوريا ولبنان، فسيكونون سعداء جدا بهذا النظام الذي أخذ على عاتقه تدمير العرب والمسلمين (السنة).
٦- سيعمد النظام لتصعيدات جديدة ضد دول المنطقة ليثبت للأمريكان أنه عاد لدوره الفتنوي القديم.
الساحات المستهدفة حسب تقديري ستكون:
أ- كردستان العراق: فالكرد وبسبب سنيتهم يصنفون على أنهم أحد أضلاع الجبهة اليزيدية المستهدفة، وسيكون التصعيد بملفي كرد العراق وسوريا والمستهدف استراتيجيا تركيا لإشغال المنطقة بحروب عبثية تريح إسرائيل وتؤدب المتمردين على أمريكا من دول المنطقة.
ب- الأردن: إحدى الجبهات التي سيعمل المحور على تسخينها.
ج- الخليج: الجبهة اليزيدية الثالثة (حسب قول خامنئي) التي سيتم تسخينها.
٨- الحوثيون: لهم مهمتان:
أولاهما- مهاجمة الخليج والسعودية تحديدا ومحاصرة مصر.
ثانيهما- إجراء حروبا افتراضية ومناورات مع الناتو لاختبار أسلحته وقدراته، استعدادا لحروب محتملة أكبر مع الصين أو روسيا، المناورات التي يجريها الحوثي مع الناتو حتما لها مضار جانبية ولكن فوائدها أعظم، ولكي لا تكشف المسرحية لا بد من التضحية ببعض المصالح.
٨- إسرائيل: أحد أهداف تأسيس إسرائيل هو: إدارة التوازنات السياسية والعسكرية والمجتمعية بالشرق الأوسط، إسرائيل إلى حد ما فشلت بهذه المهمة وبقيت معزولة تماما، في حين قامت إيران بأدوار أثارت إعجاب الغرب بإحداثها للفتن وتفتيت الدول بالشرق الأوسط وهو ما عجزت عنه إسرائيل، اعتقد هناك إعادة تقييم للدورين الإسرائيلي والإيراني بالعالم الإسلامي، واعتقد إيران هي الأقرب لعقل الغرب ومصالحه من إسرائيل.
٩- أمريكا: رغم التماهي والتنسيق بين أمريكا وإيران، إلا أن أمريكا لا تترك ولا تهمل لأنها الدولة الأقوى بالعالم، وبالتالي لابد من العمل الحثيث معها وداخلها لتخفيف الضرر.
١٠-المقترح:
أ-نقطة ضعف النظام الإيراني هي الحرب النظامية بينه وبين أي دولة (بين دولتين) لذلك يذهب لدعم الميليشيات ويتجنب الحرب المباشرة، لأن حرب الدول ستستهدف منشآته وبناه التحتية، مما سيسمح لشعبه بالانتفاضة والانقضاض عليه.
ب- اقتناء الصواريخ والمسيرات ليس مكلفا!!!
ج- على دول الخليج وتركيا العمل مع باكستان وأفغانستان وترك الخلافات جانبا فالأمر جلل!! وبناء تحالف من جمهوريات شمال شرق إيران تركمانستان وكازاخستان وطاجاكستان واوزبكستان لإحداث التوازن مع إيران، وسيكون هذا حلفا عظيما إذا رعته تركيا والسعودية وباكستان!
د- لا شك أن لإسرائيل دورا إيجابيا في حث الغرب على التصدي لإيران ولكن هذه السياسية ليست ثابتة، فلا تضعوا كل بيضاتكم بالسلة الإسرائيلية، فلإسرائيل مطالب محددة إذا تحققت ستكون أوثق الحلفاء لإيران ولدورها التخريبي.
و- يجب تقوية عمل اللولبيات المضادة للوبي الإيراني بأمريكا، لأن هذا اللوبي كان عرابا مهما لبناء العلاقة الاستراتيجية بين أمريكا وإيران.
أيام صعبة مقبلة علينا والله المستعان....
