;
أحمد موفق زيدان
أحمد موفق زيدان

زلزال فتح دمشق .. كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة "الحلقة الرابعة عشر" 48

2025-01-12 11:21:23

في اليوم التالي لزيارتنا في دمشق، حيث لم نتمكن من الصلاة في مسجدها الأموي حيث غصت سوق الحميدية فضلاً عن المسجد وساحاته وباحاته والأحياء المجاورة بالمصلين، فعجزنا عن الوصول إلى المسجد، فآثرنا الصلاة في مسجد نور الدين في سوق الحميدية. خرجنا من المسجد، وقد اكتظت سوق الحميدية بالناس الهاتفين للثورة والحرية واللعنة على آل الأسد، وهو الذي كان في حكم اللامفكر فيه قبل الثامن من ديسمبر/ كانون أول، يوم انتصار الثورة السورية المباركة.

لقد بصق الجميع على عائلة الأسد المجرمة، التي أجرمت بحق الجميع في سوريا، بصق من قاومه وقاتله، وبصق من صدر إليه اللاجئين والمشردين في الدول القريبة والبعيدة، وبصق عليه من صدّر إليه الكبتاغون والإرهاب، واليوم تبصق عليه طائفته التي تخلى عنها، ورماها للمجهول، بعد أن استنزفها مع أبيه لخمسة عقود، حين تركها وهرب فاراً مذعوراً إلى روسيا، ومخلفاً وراءه كل المآسي والمجازر التي تركها خلف ظهره لتتحملها طائفته، ولكن العفو الذي أصدرته إدارة العمليات العسكرية، وطريقة التعاطي الذي أبدته الإدارة خفف الكثير، وجعلت من يتحمل الوزر، القيادات المجرمة التي أجرمت بحق الشعب السوري، وليس كل الطائفة كما كان يروج لذلك رأس العصابة الفارّ بشار الكيماوي.

وقد نجح الثوار بهذا في نزع صواعق أرادت لها قوى متآمرة أن تفجرها بوجه الإدارة الجديدة، فتتدخل هذه القوى بحجة حماية الأقليات، التي استخدمت أيام الاحتلال الفرنسي كفزاعة وورقة تفاوض ومساومة للثوار، وها هي القوى المتآمرة تكرر وتعيد نفس الأسطوانة المشروخة، علماً أن من طرح فكرة الأقليات هي هذه القوى المتآمرة، والتي تدعي العلمانية والمواطنية، بينما عندنا يريدونها على أساس أغلبية وأقليات، ولكن حسن تعامل الإدارة الجديدة، مع تفطن شيوخ الأقليات لهذه المؤامرات، تم نزع كل هذه الصواعق، مما أحبط مخططات شريرة تآمرية متربصة بالشعب السوري وحدته، قبل أن تتربص بالثورة.

لقد ضنّ الفأر المذعور على حاضنته ومن ضحت من أجله ومن أجل أبيه لخمسة عقود حتى بخطاب استقالة، أو بنقل السلطة لهيئة حكم انتقالي بحسب ما نصّ عليه قرار الأمم المتحد 2254، إذ كان سيضمن لهم شيئاً من السلطة، ولكنها الأنانية التي تميزت بها العائلة المجرمة، التي اختصرتها عبارة: "الأسد أو نحرق البلد"، فقد طبقها ضد حتى حاضنته، برحيله، ليحرق برأيه الطائفة، ولكن حسن إدارة العمليات العسكرية أحبطت مخططاته الشريرة، فحرقت الأسد وأنقذت البلد، ولذلك المتتبع لمسيرة العائل المجرمة يرى أن ما جرى يوم الثامن من ديسمبر لم يكن غريباً أو نشاذاً عنها، وهي التي قتلت وسجنت حتى زملاءها العلويين في الستينيات والسبعينيات، لتنفرد بالسلطة، فكانت استبدادية استئصالية فردية في مبتدأ حكمها وفي خبره.

توجهت مع بعض الإخوة من دمشق إلى حمص ثم إلى الساحل السوري، كانت قوافل القوات الروسية العسكرية الضخمة تنسحب من البادية على ما يبدو ومن الجنوب السوري باتجاه قاعدة طرطوس، وقد قمت بتصوير مقاطع لهذه القوات المنسحبة، وقد علمت لاحقاً أن الروس بدؤوا بالانسحاب من قاعدة حميميم إلى قاعدة طرطوس البحرية، وتحدثت لاحقاً محطة الـ"سي إن إن" عن تفكيك بعض المعدات الروسية لنقلها إلى ليبيا، وقد ظهر بعض مقاتلي الثوار أمام قاعدة حميميم وقد أقاموا حواجز لهم.

تجولت في مدينة اللاذقية والتقيت مع نخبها حيث تحدثوا لنا عن سرعة انهيار العصابات الأسدية، وكيف كان يحكمهم بالحديد والنار، واتجهت إلى القرداحة حيث مدفن المقبور حافظ الأسد، وعلى مبعدة من المدفن الذي احتضن قبر أنيسة مخلوف زوجة حافظ، وباسل الأسد نجله، كان نهاك جبل بعيد يطل علينا، وحين سألت عنه ذكروا لي أنه يضم قصوراً فارهة لآل الأسد، لا يمكن الاقتراب منه، بينما بدا المدفن وكأنه قصر من حيث الفخامة والأشجار الباسقة والاهتمام اللافت، ولكن مع هذا أقدم الثوار الذين وصلوا إليه على حرق القبر.

تجولت في طرطوس وبانياس، وذكر لي الأهالي في المدينتين كيف أنه أقام مصفاة بانياس، وكذلك المحطة الحرارية للكهرباء قرب الشاطئ، الذي يعد أجمل مكان سياحي، وكان بإمكانه أن يقيمها في أي مكان آخر، لكن عائلة تعمل ضد البلد جينياً، وروى لي نخب بانياس بأن المصافة تضم 3000 موظف كلهم علويون باستثناء خمسة سنة، ولا أحد منهم من بانياس، أما المحطة الحرارية ففيها أربعة آلاف موظف لا يوجد فيها سوى ثمانية آلاف موظف سنة ولكن ليسوا من بانياس.

كانت كل قصة يرويها أهل بانياس، من مجزرة عين البيضا، إلى طبيعة تعاطي العصابة مع أهالي البلدة السنة تحتاج إلى ثورات، ولكن الكل بدا أنه ولد من جديد’ وبالفعل فقد ولدت سوريا الجديدة بلا عائلة الأسد التي سعوا لعقود أن يختزلوا البلد بهم وبعائلتهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد